يسرا اللوزى وابنتها
وكانت يسرا اللوزى، شاركت جمهورها بصورها، أثناء لقائها مع الإعلامية منى الشاذلى فى برنامج معكم، قبل أيام قليلة، عبر حسابها الرسمى على تطبيق "إنستجرام"، وتفاعل معها متابعوها فى التعليق على الصور، لكنها تلقت تعليقا من أحد المتابعين حمل التنمر تجاه بنتها، وكان التعليق "ماشى يا أم الطرشة"، ما أثار غضبها والكثير من المتابعين الذى تضامنوا معها.
وقالت يسرا ردا على تعليق "المتنمر": "شكرا على ذوق حضرتك.. أنا قررت استغل كلامك اللطيف عشان أقدم شوية توعية بخصوص هذا المصطلح: أولا، المصطلح الصحيح والمقبول هو الصم وضعاف السمع، وليس الطرش أو البكم، ثانيا، أحب أعبر عن فخرى بكونى والدة طفلة صماء، لأنها علمتنى حاجات كتيرة جدا وبقيت بنى آدمة وأم أحسن بسببها، وأنا متأكدة إنها هتطلع إنسانة مثقفة ومتفوقة ومش هتبقى محتاجة مساعدة من حد عشان تحقق أحلامها".
سبق التنمر على يسرا اللوزى وابنتها بيوم واحد، التنمر على الفنانة الكبيرة سوسن بدر، بعد أن نعت المخرج الراحل حاتم على عبر حسابها على "إنستجرام"، قائلة: "البقاء لله.. المخرج الموهوب المحترم حاتم على.. خبر صعب جدا الله يرحمه"، لكنها فوجئت بأحد المتابعين لحسابها يعلق: "عقبالك"، لتعاود الرد عليه بأسلوب غاية فى الاحترام والرقى، قائلة: "الموت رحمة ولطف من ربنا سبحانه للطيبين لأنهم بيتمنوا لقاءه.. أشكرك على دعائك".
ولأن الكلمة قاسية، وضعت سوسن بدر صورة من حساب المتابع، عبر خاصية الاستورى على "انستجرام"، قائلة لجمهورها: "ياريت نقفله صفحته.. أشكركم".
وأصبح خطر التنمر شبحا يسيطر على المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعى، لا يفرق بين طفل وسيدة كبيرة فى العمر، ولا يفرق بين الألوان والانتماءات، وهو ما حدث مع عمرو السولية نجم النادى الأهلى، الذى كان نشر صورة على إنستجرام تجمعه بابنته ليلى "3 سنوات"، ليقابل لاعب القلعة الحمراء بتعليقات مزعجة من بعض متابعيه، نالت منه ومن طفلته الصغيرة.
وكتب عمرو السولية ردا على التنمر على ابنته عبر حسابه على موقع تويتر: ليلى بنتى عندها 3 سنين ونص لسة قالعة البامبرز من كام شهر الكلام ده بيتقال على طفلة، إيه اللى يخلى بنى آدم خنزير ممكن يبص على لبس طفلة وبركز على إنه خنزير فعلا، إيه المرض ده دول اللى لما بيكبروا بيكونوا مغتصبين ومتحرشين واللى بنخاف على بناتنا وأهلنا ينزلوا الشارع عشان ميتعرضوش لأذاهم".
نفس الأمر حدث مع محمود عبد الرازق شيكابالا، لاعب الزمالك، الذى تعرض للتنمر بسبب لون بشرته وذلك بعدما نشر صورة له تجمعه بزوجته وابنه فى عيد الفطر، وهنا بدأت التعليقات الجارحة التى نالت من الابن والأب بسبب كون الطفل يحمل لون أمه الفاتح وليس لون أبيه.
كما تعرض شريف منير وبناته لحالة من التنمر والإساءة بسبب صورة نشرها على صفحته الشخصية على موقع إنستجرام.
وكان شريف منير قام بنشر صورة على صفحته الشخصية على إنستجرام معلقا عليها: "فريدة شريف منير اللى قاعدة، كاميليا شريف منير اللى نائمة"، قبل أن يقوم بحذفها وذلك بعد التعليقات المسيئة التى تلقتها بنات شريف منير من متنمرين بسبب ظهورهما وهما مستلقيتان على السرير ووصفهم الصورة بكونها جارحة بالإضافة للعديد من الهجومات المنتقدة لأخلاق وسلوكيات البنات وتوجيه العتاب لشريف منير على تصرفات بناته وتعرضه للشتائم مما دفعه لحذف الصورة.
وأعاد شريف منير نشر الصورة وعلق عليها، مشيرا إلى أن السبب وراء حذف الصورة هو التعليقات المسيئة ضد بناته ولكنه أعاد نشرها مؤكدا اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد من أساء لبناته.
ونفس الأمر حدث مع كريم فهمى تعرض أيضا، لحالة مماثلة من التنمر على صور ابنتيه، عند نشره صورته معهما فى حفل زفاف شقيقه أحمد فهمى، وأخفى وجهى الصغيرتين، وهنا سخرت متابعة من تصرفه فكتبت له، "قلوب إيه اللى حاطيتها على وش العيال، أفهم بس إيه الفكرة، يعنى شعرهم اللى شبه سلك المواعين مش هيتحسد، يارب سامحنى بس مش قادرة اسكت بجد".
فرد كريم فهمى على تعليق المتابعة اللاذع قائلا لها: "بصى أنا عمرى ماغلط فى حد هتغلطى فى بناتى، هتسمعى كلام مابيطلعش منى، أنا هحترم أن ليكى أب وهيزعل لو أنا غلط فيكى، ويمكن يتدارك غلطته فى التربية".
كما تعرض الفنان أحمد زاهر لهجوم قوى بعد نشره صورة برفقة ابنته ليلى وهو يحتضنها فى حمام السباحة، ولاقت الصورة هجوما من بعض متابعيه ليعود ويحذف الصورة والتعليقات.
وعبر زاهر عن غضبه الشديد تجاه ما تعرض له من انتقادات، بسبب الصورة موضحا أنه ظهر محتضنا بالكامل ولا يظهر منها سوى وجهها وجزء من ذراعيها، ورغم ذلك انهالت التعليقات المسيئة لهما، قائلا: "واللى يقولك إزاى تحضنها وهى بنتك.. أيوا حضرتك بتفكر إزاى مش فاهم، دى بنتى طبعا ههحضنها دى بنتى".
وشهدت مصر فى الفترة الأخيرة عشرات من حوادث التنمر، ما دفع الدولة إلى إصدار تشريع لمواجهة هذه الظاهرة، ويحدث التشريع الجديد تعديلات على قانون العقوبات المصرى، من خلال إضافة مواد قانونية جديدة لتجريم فعل التنمر، كما يضع تعريفا للتنمر باعتباره جريمة لأول مرة فى صياغة القوانين بمصر.
وبحسب هذا التشريع فإن "التنمر هو كل قول أو استعراض قوة أو سيطرة للجانى أو استغلال ضعف المجنى عليه، أو لحالة يعتقد الجانى أنها تسيء للمجنى عليه، الجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعى، بقصد تخويف المجنى عليه أو وضعه موضع السخرية أو الحط من شأنه أو إقصائه من محيطه الاجتماعى".
ويأتى هذا التشريع فى ظل حملة قومية أطلقتها الحكومة المصرية مع صندوق الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف) وبتمويل من الاتحاد الأوروبى.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى القانون رقم 189 لسنة 2020 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937 وذلك بعد موافقة مجلس النواب.
وبحسب تعديل الجديد الذى صدق عليه الرئيس السيسى، تم تشديد عقوبة التنمر بإقرار الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وكان أول حكم قضائى لمكافحة التنمر فى مصر صدر فى يوليو الماضى، بعد أن قضت محكمة جنح إمبابة بالجيزة (غرب) حكمها، فى واقعة التنمر والاعتداء بالضرب على طفل سودانى الجنسية بأحد الأحياء الشعبية فى القاهرة، وقررت حبس متهمين اثنين لمدة عامين مع الشغل والنفاذ، وتغريمهما 100 ألف جنيها وهو ما اعتبره الطفل السودانى بمثابة "إعادة الحق".
وأوضحت الأمم المتحدة مؤخرا، تعرض الأطفال للعنف والتنمر فى المدارس فى جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أنه يتعرض واحد من بين كل ثلاثة طلاب لهذه الهجمات مرة واحدة على الأقل شهريا، وواحد من كل 10 يكون ضحية للتنمر الإلكترونى.
وقالت أودرى أزولاى، المديرة العامة لليونسكو إن التعامل مع التنمر يعتبر مفتاح لحماية الطلاب واصفة إياه بأنه "آفة" تم "إهمالها أو التقليل من شأنها أو تجاهلها" على الرغم من أنها تسببت فى "معاناة جسدية وعاطفية لملايين الأطفال حول العالم".
ونظرا لحجم العنف والتنمر فى المدارس الذى تم تسليط الضوء عليه فى تقرير اليونسكو لعام 2019 والذى يغطى 144 دولة، شددت أزولاى على الحاجة إلى زيادة الوعى العالمى ووضع حد للمشكلتين.
وتابعت قائلة: "بصفتنا طلابا وأولياء أمور، وأعضاء فى المجتمع التعليمى ومواطنين عاديين، علينا جميعا دور يجب أن نقوم به فى وقف العنف والتنمر فى المدارس".
وقالت اليونسكو فى بيان، إن عواقب التنمر يمكن أن يكون لها تبعات وخيمة على التحصيل العلمى والتسرب من المدرسة والصحة البدنية والعقلية، إذ يعرف التنمر على أنه سلوك عدوانى ينطوى على أفعال سلبية غير مرغوب فيها تتكرر باستمرار وتعكس اختلالا فى القوة أو البأس بين الجانى والضحية.
وقالت اليونسكو: "الأطفال الذين يتعرضون للتنمر بشكل متكرر هم أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبا للشعور بأنهم دخلاء فى المدرسة، وتتضاعف احتمالية التغيب عن المدرسة أكثر ممن لا يتعرضون للتنمر"، وبحسب اليونسكو، ينعكس ذلك على تحصيلهم العلمى كما أنهم عرضة لترك التعليم الرسمى بعد إنهاء المرحلة الثانوية.