
فرج فودة
يسلط الفيلم الضوء على حياة المفكر المصري الراحل فرج فودة، بدءا من نشأته في مدينة الزرقا بمحافظة دمياط، مرورا بمسيرته الفكرية وأفكاره الجريئة، وصولا إلى لحظة استشهاده في يونيو 1992، عندما تعرض للاغتيال على يد عنصرين إرهابيين كانا يخططان في البداية لحرقه حيا، وفقا لما جاء في اعترافاتهما.

يتميز الفيلم بتقديم شهادات حصرية وتليفزيونية تعرض لأول مرة، منها شهادة السائق الخاص لسيارة فرج فودة، الذي كان شاهد عيان على عملية الاغتيال، بالإضافة إلى شهادة الدكتور حمدي السيد، الذي أشرف على إجراء العمليات الجراحية لمحاولة إنقاذ حياة فودة داخل مستشفى الميرغني بحي مصر الجديدة، كما يتضمن الفيلم شهادة حصرية لمحقق القضية، الذي تحدث بعد أكثر من 33 عاما من التحقيق في تلك الجريمة، مما يضفي على الفيلم بعدا توثيقيا دقيقا وشاملا.
يستعرض الفيلم الوثائقي الملف الكامل لأوراق تحقيقات القضية، ويعرض نصوص اعترافات المتهمين وتفاصيل المحاكمة التي تلت الحادثة، مما يوفر للمشاهدين فهما عميقا للظروف التي أحاطت باغتيال فرج فودة، إلى جانب ذلك، يناقش الفيلم أفكار فرج فودة وآرائه في مواجهة جماعات التأسلم السياسي والتطرف، حيث كان فودة من أوائل المفكرين الذين حذروا من خطورة هذا الخطاب الظلامي على استقرار المجتمع وحياة الناس.
يبرز الفيلم دور فرج فودة في تفكيك الخطاب المتطرف، من خلال تحليله النقدي للأفكار التي تروج لها تلك الجماعات، ومحاولته المستمرة لإظهار مخاطرها وتأثيرها السلبي على الوطن والمواطنين، ويعكس الفيلم شجاعة فودة الفكرية والتزامه بالمبادئ التي آمن بها، رغم التهديدات التي تعرض لها، والتي انتهت باغتياله بشكل مأساوي.
