البث المباشر الراديو 9090
بيرم التونسى
فى الخامس من يناير لعام 1961 رحل الشاعر بيرم التونسى عن عمر يبلغ السابعة والستين.

وطوال رحلته فى الدنيا ترك بيرم منجزًا أدبيًا بالغ التميز وحقق تأثيرًا واسعًا كأحد مؤسسى شعر العامية المصرية، وتميز بيرم فى شعره بنقده السياسى اللاذع، وعدم سكوته على مواقف الحكام، وكانت له تجربة شهيرة فى ذلك مع الملك فؤاد.

كان المميز فى هجاء بيرم للملوك وعلى رأسهم الملك فؤاد هو أنه هاجمهم وهم فى السلطة وفى الوقت الذى كان فؤاد يحظى فيه بسلطة وسطوة، لم يخشاه بيرم الذى قال عنه فى قصيدته "مجرم ودون":

"ولما عدمنا بمصر الملوك

جابوك الإنجليز يا فؤاد قعدوك

تمثل على العرش دور الملوك

وفين يلقوا مجرم نظيرك ودون

وخلوك تخالط بنات البلاد

على شرط تقطع رقاب العباد

وتنسى زمان وقفتك يا فؤاد

على البنك تشحت شوية زتون

بذلنا ولسه بنبذل نفوس

وقلنا عسى الله يزول الكابوس

ما نابنا إلا عرشك يا تيس التيوس

لا مصر استقلت ولا يحزنون"

عندما ولد الملك فاروق، وثارت الأقاويل هنا وهناك بخصوص ولادته الغريبة، إذ جاء بعد أربعة شهور فقط على زواج الملك فؤاد بالملكة نازلى، بدا الأمر غير طبيعى، وشك الكثيرون فى أن ثمة علاقة جمعت فؤاد ونازلى قبل الزواج الرسمى الذى ربما جاء للتستر على الفضيحة. هنا لم يترك بيرم الأمر ولم يفوت الفرصة، هو الساخر بطبعه، الذى وجد المصرى العادى ينتقد ويستغرب، فقال:

"البامية فى البستان تهز القرون

وجنبها القرع الملوكى اللطيف

والديدبان داير يلم الزبون

صهين وقدم وامتثل يا خفيف

نزل يلعلط تحت برج القمر

ربك يبارك لك فى عمر الغلام

يا خسارة بس الشهر كان مش تمام"

فى أغسطس لعام 1920 كان بيرم التونسى يغادر مصر بعد أن نجح فؤاد فى الاتفاق مع الإنجليز على نفيه إلى تونس، ليقضى فيها أربعة شهور ثم يسافر إلى فرنسا، وبعد عام ونصف تقريبًا يعود لمصر بجواز مزور، غير أن السلطات تقبض عليه بعد عام من ملاحقته ويتم ترحيله مرة أخرى إلى فرنسا فى 1923 ومنها إلى تونس ومنها إلى سوريا، إلى أن جاء عام 1936 ليتوسط بعد أصدقائه عند الملك فاروق كى يعود إلى مصر وهوما حدث فى العام نفسه، وعن هذه الرحلات الكثيرة والمنافى المتعددة التى مر بها بيرم فى رحلته كتب:

"وغلبت أقطع تذاكر

وشبعت يا رب غربة

بين الشوط والبواخر

ومن بلادنا لأوروبا"

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز