
إيناس عبد الدايم
لم يقبل الوسط الثقافى قرار عبد العزيز، وعادت إيناس لتزاول عملها بدار الأوبرا كأن شيئًا لم يكن، وكأن قرار الوزير لا يساوى شيئا، حيث كان الوزير نفسه يخرج من الوزارة كلها برفقة نظام كامل.
وتعتبر الدكتورة إيناس عبد الدايم، أول سيدة تشغل حقيبة الثقافة، كما أن اختيارها كمبدعة يخفف قليلًا من سيطرة أساتذة الأدب والأكاديميين الذين سبقوها على الوزارة، ولعل كونها مبدعة سيلعب دورًا فى تشكيل رؤية مختلفة لها فى إدارة ملفات الوزارة وقطاعاتها، كما يرى الشاعر فريد أبو سعدة.
يقول صاحب "أطير عاليًا": "عندما يتولى شخص مبدع وزارة مثل وزارة الثقافة، سينظر للقضايا من زاوية المبدع، سيحاول أن يكون مختلفًا فى تناوله للمشكلات، وحلوله ستأتى من خارج الصندوق، هو مبدع، ومتمرد، وثائر دائمًا على المألوف والعادى وهو يفعل هذا فى حياته كلها، ولذلك يحاول أن يؤكد هذه النظرة حال توليه منصب ما".
فى نظر أبو سعدة، فإن اختيار إيناس عبد الدايم هو بمثابة ضخ دماء جديدة فى وزارة الثقافة: "هى نشيطة وملمة جيدًا بتفاصيل الحياة الثقافية، وعلاقتها مع المثقفين والمبدعين جيدة للغاية، وما يميز هذه العلاقة هى ابتعادها عن الصخب والمجاملة والضجيج، بمعنى أنها علاقات ود وتقدير واحترام متبادل وغير مصطنع".
المجلس الأعلى للثقافة وهيئة قصور الثقافة هما الهيئتان الأكثر احتياجًا لعناية وتدخل عبد الدايم كما يتصور أبو سعدة.
يفسر: "المجلس الأعلى للثقافة هو عقل الثقافة المصرية، هو الذى يدبر ويخطط لكل شىء، كما أن هيئة قصور الثقافة هى ذراع الثقافة، وحالهما لا يخفى على أحد والقصور الرهيب وسلبيات أدائهما باتت مزعجة للغاية، ولن ينجح وزير ثقافة فى مصر دون الالتفات لدور المجلس ولأهمية قصور الثقافة. كيف تبحث عن النجاح وأنت عاجز عن التفكير والحركة".
طلب أخير يتقدم به صاحب "وردة للطواسين" للدكتورة إيناس عبد الدايم: "أنتِ صاحبة باع فى الموسيقى ودار الأوبرا، ومن الأكيد أن حال أوبرا دمنهور وأوبرا اسكندرية لا يسرك. أين أنشطتهم وفعاليتهم الفنية؟ أتمنى التفكير فى تفعيل دورهما".
للدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، سبب خاص للفرحة باختيار إيناس عبد الدايم لوزارة الثقافة: "أنا من عينها لرئاسة دار الأوبرا المصرية، وللحقيقة، فقد أثبتت كفاءة كبيرة وبذلت مجهودًا مشكورًا، وظهر تأثيرها بشكل واسع، ولذلك أنا سعيد بهذا الاختيار وأظن أن فى جعبتها ما يمكن أن تقدمه".
يتابع عبد الحميد: "الملفات العاجلة كثيرة، وإيناس لديها خبرة فى العمل الإدارى فقد كانت عميدة لمعهد الكونسرفتوار وأيضًا نائبة لرئيس أكاديمية الفنون. ولذلك أتمنى أن تنظر للمسائل بشكل مختلف، وزارة الثقافة لا تحتاج إلى تغيير قيادات الهيئات مثلًا أو إصلاح قطاع ما، ولكن الوزارة تسير بعشوائية ولا بد من وضع سياسة ثقافية لها. نحن نتحدث كثيرًا عن غياب السياسة الثقافية دون أن نفكر أو حتى نحاول أن نضع ملامح لها، وهذه بالتحديد ما يمكن لإيناس أن تضيفه".
بكلمات أخرى، وفى تأكيد نفس المعنى، تقول الكاتبة سلوى بكر إن الوزير، أى وزير، لا يعرف كل شىء ولن يكون ملمًا بتفاصيل ما حوله، ولذلك هو فى حاجة دائمة لاستشارة أهل الثقة والخبرة.
تتابع: "أطالب بعقد ملتقى للمثقفين والمبدعين المصريين لتقديم مقترحاتهم بشأن تفعيل دور الوزارة ومحاولة أن يصبح أكثر تأثيرًا، وهذا يحتاج إلى أكثر من وجهة نظر لصياغة سياسة واضحة المعالم لإدارة الثقافة المصرية التى تعانى من التخبط والعشوائية".
ترى صاحبة "شوق المستهام" أن هذا الملتقى سيكون حدثًا فارقًا لو تم التحضير له كما يجب، ولو أُخذ بتوصياته بصورة جدية، كى نتحدث فيما بعد عن دور حقيقى لوزارة الثقافة، بدلًا من الأحاديث التى لا تنتهى عن أداء هذا الوزير أو ذاك، نحن نحتاج تصور عام للثقافة".
الكاتب وحيد الطويلة يرى أن هناك حالة من الاحتفاء بالدكتورة إيناس عبد الدايم على مواقع التواصل الاجتماعى خاصة بين الكاتبات. فى نظره: "اختيار سيدة لتولى وزارة الثقافة لا يمكن التعبير عنه بالفرح أو الحزن. المهم هو الأداء والإنجاز، وليس شىء آخر".
يتابع: "أنا لا أعرف إيناس عبد الدايم، ولكن أعرف مشكلات الثقافة المصرية وأداء الوزارة الذى يخيب آمالنا طوال الوقت، وأتمنى أن تحاول الوزيرة أن تستغل هذا الاحتفاء بها لإنجاز شىء مهم ومحترم".
