
معرض الكتاب
داخل السور أعداد هائلة من الزوار تبلغ مداها بعد الظهر تقريبا، وهذه الأعداد متنوعة جدا بحيث تجد فيها الشاب والطفل والرجل الذى تخطى الستين، كل يبحث عما يهتم به.
محمود أيوب، بكالوريوس تجارة، يقول إنه يزور معرض الكتاب سنويا بسبب سور الأزبكية فقط، وهو لا يشترى كتب دور النشر الأخرى ولا يتردد عليها من الأساس مضيفا "معرض الكتاب عندى هو سور الأزبكية العظيم، أفعل هذا منذ خمسة أعوام، وعرفنى عليه زوج أختى الذى يمتلك مكتبة ضخمة جدا أتمنى أن يصبح عندى مثلها يوما ما".
يقرأ محمود الأدب بشغف كبير، وعلى عكس الكثيرين، هو لا يهتم بالأدب المترجم بقدر ما ينشغل طوال الوقت بالاطلاع على الأدب العربى الكلاسيكى ويراه ناقلا أمينا لتاريخنا وأيامنا ويقول "أقرأ التاريخ من الروايات، والروائيون عندى أصدق من المؤرخين الذين لا تخل كتاباتهم من الهوى والانحياز، وفى كل عام أجمع من السور الأعمال الكاملة لأديب أو أكثر، اليوم مثلا اشتريت 11 عملا ليوسف إدريس".
هدى الصاوى، طالبة بكلية الآداب قسم فلسفة، ترى أن "السور هو أفكارنا فى معرض الكتاب حيث يعرض كتبا مهمة جدا بأسعار تكاد تكون مجانية".
تتابع: "كتب الفلسفة التى تنشرها دور النشر الخاصة أسعارها مرتفعة جدا وأنا لا أقرأ الفلسفة للدراسة أو البحث فقط، بل للمتعة الشخصية، أنا مدينة لكليتى بأن عرفتنى على هذا العالم المبهر الذى لا تنتهى مفاجآته وتزداد إثارته يوما بعد يوم، وكل عام أخرج من السور بكتب عظيمة جدا ورخيصة جدا أيضا".
ياسر محمد، محاسب بشركة مواد غذائية، يقول إنه حديث العهد بالقراءة ولم يزر معرض الكتاب إلا منذ عامين فقط.
وتابع: "هذا هو ثالث معرض كتاب لى، أشعر إنى أضعت الكثير من عمرى متجاهلا هذا الحدث العظيم، ولكنى خلال الأعوام الثلاثة الماضية قرأت كثيرا، والفضل كله لسور الأزبكية، حيث منحنى المعرفة بسعر بسيط أقدر عليه، دور النشر أيضا تنشر كتبا هامة جدا وأحرص على زيارتها كل عام وأشترى منها ما أحتاجه ولكن أغلب الوقت أقضيه هنا فى السور لأطالع أهم كتب التاريخ الذى قرأت فيه أكثر من أى مجال آخر، أما الروايات فلا تشدنى، أشعر بالملل كلما قرأت رواية ولا أكاد أنهى أى رواية قرأتها، ولا أعرف إن كان هذا شيئا سلبيا أم ماذا ولكنى متأكد أن لكل شخص ذوقه الخاص الذى يملى عليه اختيارات معينة فيما يقرأ من كتب ويشاهد من أفلام".
