محمد القصبجى
كان القصبجى يتنقل بين الألحان والنغمات المنوعة، كما يتنقل الجنين فى رحم أمه، كما كان يسافر بين الأوتار بكل سلاسة ويسر، كأنه وُلد والعود بين يديه.
القصبجى حين يعصف به الشوق ويلقى به على مرفأ، كانت تأخذ ألحانه الطابع العاصف المحمل بالمشاعر، بينما حين كان يحرقه الشوق فكانت تهوى به إلى أعمق المشاعر، المنعكسة بدورها على لحنه وعزفه الناعم والهادئ والرقيق.
فقد تميز فنه المنتج بلمسه لمشاعر كل المستمعين إليه، فقد كان إحساسه بكلمات الأغانى صادق وشعوره بها ملموس، ولذا أرجع الكثيرون نجاحه إلى هذا الأمر.
ولذا أيضًا، سطر التاريخ موسيقاه وألحانه فى الكتب والجرائد والمجلات الورقية القديمة، وكثيرًا ما اعتلى اسمه مانشيتات الصحف فى عهد بتنا نحيا على فحواه، فالقصبجى هو عن جدارة واستحقاق رمز عهد مجد وسمو وعظمة الفن والموسيقى المصرية والعربية.
العطاء المتبادل.. سر نجاح قصة عشق محمد القصبجى والموسيقى
القصبجى من صغره يعشق الفن والموسيقى، كما أن والده كان يعمل بتدريس آلة العود علاوة على التلحين، فضلًا عن رفقته لمطربى عصره، كما أنه ولد بالقاهرة عاصمة الفن والموسيقى العربية.
فكل هذه العوامل جعلته يؤثر بالموسيقى وينجح فى ترك بصمته بها كما فعلت به، فقد أوقعها بعشقه كما أصيب هو بعشقها.
أولى خطوات محمد القصبجى الذهبية على طريق التلحين
للراحل محمد القصبجى أعمال تدرس بالكليات الفنية المتخصصة، مثل أول ألحانه أغنية "وطن جمالك فؤادى يهون عليك ينضام"، والتى كانت من كلمات شيخ العصر وقتئذ أحمد عاشور.
وشارك بتخت العقاد الكبير، بعد أن أبهر رئيس نادى الموسيقى الشرقية مصطفى بك رضا.
كما كان للطقاطيق نصيب من تلحينه، مثل طقطوقة "بعد العشا" ،وطقطوقة "شال الحمام حط الحمام"، سنة 1920م.
إضافات بمذاق محمد القصبجى
لقب الملحن والموسيقار محمد القصبجى بزعيم التجديد؛ إذ أضاف طابع جديد لونت به الموسيقى المصرية، مثال ذلك: المونولوجات الغنائية، وأشهرها: "إن كنت اسامح وأنسى الآسية"، و"رق الحبيب" على مقام نهاوند.
اختراق غربى وكسر للتقليدية على يد محمد القصبجى
بعد كفاحه، واستمراره على كل سلمة فترة من الوقت، وعدم صعوده السلم ركضًا، وصل الموسيقار محمد القصبجى إلى سلمة تكوين فرقة موسيقية خاصة به سنة 1927م.
تكونت فرقة القصبجى من: محمد العقاد كعازف لآلة القانون، وسامى الشوا الملقب بأمير الكمان للعزف عليها دون تغيير أو تبديل، فضلًا عنه هو كعازف لآلة العود.
أدخل القصبجى آلتين غربيتين لفرقته، وهما: التشيلو، والكونترباص.
جدير بالذكر أنه بالرغم من ذلك إلا أنه حافظ على النغمة الشرقية الأصيلة.
وكما حظى الفنانون والفنانات بتلحين القصبجى لهم، حظت السينما والمسرح بهذا الشرف، فيعد القصبجى من أنشط الملحنين الذين أثروا السينما والمسرح، على مدار 50 عامًا.
محمد القصبجى ونجيب الريحانى
يذكر أن أوبريت "نجمة الصباح"، نال نصيبا من تلحين القصبجى، إذ لحن ثلاثة ألحان به.
محمد القصبجى ومنيرة المهدية
القصبجى لحّن مسرحيات للفنانة منيرة المهدية، وهى: "المظلومة"، و"كيد النسا"، و"حياة النفوس"، و"حرم المفتش".
القصبجى وأم كلثوم
أول تلحين قدمه القصبجى لسيدة الغناء العربى، أم كلثوم، كان تلحين أغنية "آل إيه حلف مايكلمنيش"، سنة 1924م، فضلًا عن تلحينه لها الفصل الأول من "أوبرا عايدة" بفيلم "عايدة"، بأوائل الأربعينيات.
كما لحن لها "مادام بتحب" على مقام نهاوند، و"صباح الخير" على مقام راست، و"البعد طال" على مقام بياتى، و"إن حالى فى هواها عجب" على مقام عجم، و"أخذت صوتك من روحى" على مقام كورد، و"تراعى غيرى وتبتسم"، و"تشوف أمورى وتتحقق"، و"زارنى طيفك فى المنام"، و"سكت والدمع تكلم"، وغيرها من الأغانى.