
القائمة القصيرة للبوكر 2018
وتتنافس على الجائزة ست روايات: "زهور تأكلها النار" للسودانى أمير تاج السر، "ساعة بغداد" للعراقية شهد الراوى، "حرب الكلب الثانية" للأردنى إبراهيم نصر الله، "وارث الشواهد" للفلسطينى وليد الشرفا، "الحالة الحرجة للمدعو ك" للسعودى عزيز محمد، و"الخائفون" للسورية ديمة ونوس.
ونرصد فى هذا التقرير، حظوظ كل من المتنافسين الستة فى الفوز بالبوكر العربية رقم 11.
أمير تاج السر.. "زهور تأكلها النار"
يمتلك السودانى أمير تاج السر حظوظًا كبيرة فى الفوز بالجائزة، وذلك لعدة أسباب، حيث إنه أكثر الكتاب حضورًا فى القائمة الطويلة للجائزة (4 مرات) أعوام 2011، 2014، 2017، 2018 بروايات "صائد اليرقات"، "366"، "منتجع الساحرات"، "زهور تأكلها النار" على الترتيب، فيما ترشح للقصيرة مرتين كأكثر الكتاب أيضًا ترشحًا لقوائمها القصيرة: 2011 برواية "صائد اليرقات"، و2018 برواية "زهور تأكلها النار.
كما أنه سودانى الجنسية، والسودان لم تفز من قبل بالجائزة، وبالنظر لاعتبارات المحاصصة الجغرافية قد تذهب الجائزة للسودان، وكذلك إذا وضعنا حسابات التاريخ فى الاعتبار، والحديث هنا عن التاريخ الشخصى للكاتب، حيث إن أمير تاج السر من أبرز الروائيين العرب على الساحة الأدبية الآن، ولديه إنتاج أدبى مميز، كما حصل على أكثر من جائزة مهمة.
إبراهيم نصر الله.. "حرب الكلب الثانية"
التاريخ الكبير الذى يقف وراء إبراهيم نصر الله يسمح له بأن يكون صاحب بوكر 2018، والرجل صاحب الرقم القياسى فى الحضور فى قوائم الجائزة الطويلة والقصيرة متساويًا مع أمير تاج السر، إذ ترشح نصر الله للقائمة الطويلة 4 مرات فى دورات 2009، 2013، 2014، 2018 بروايات "زمن الخيول البيضاء"، "قناديل ملك الجليل"، "شرفة الهاوية"، "حرب الكلب الثانية" على الترتيب، وترشح للقصيرة مرتين عامى 2009، و2018 بروايتى "زمن الخيول البيضاء"، و"حرب الكلب الثانية".
ولم تفز الأردن التى يحمل جنسيتها نصر الله بالجائزة فى أى دورة مضت، ومفهوم أن فلسطين التى ينتمى إليها صاحب "زمن الخيول البيضاء" فازت بالبوكر عام 2016 برواية مصائر لربعى المدهون، ولكن دولة الأردن لم تحصد الجائزة الأهم عربيًا فى مجال الرواية، وما ينطبق على أمير تاج السر ينطبق تمامًا على إبراهيم نصر الله، فكلاهما صاحب الرقم القياسى فى الترشح لدورات الجائزة الطويلة والقصيرة، وكلاهما صاحب إنتاج أدبى مميز وتاريخ مشرف، وكلاهما ينتمى لبلد لم تفز من قبل بالجائزة.
ديمة ونوس.. "الخائفون"
فى تقديرى، ستذهب جائزة البوكر 2018 للسورية ديمة ونوس، فى حال عدم حصول أى من الثنائى أمير تاج السر أو إبراهيم نصر الله عليها، فى هذه الحالة ستكون ديمة ونوس هى البديل، ولذلك أسباب.
ديمة ونوس كاتبة سورية حققت روايتها "الخائفون" ردود أفعال جيدة نقديًا وجماهيريًا، كما أن سوريا لم تفز بالجائزة من قبل على الرغم من ترشحها للقائمة القصيرة 5 مرات سابقة خلال سنوات 2008 برواية مديح الكراهية لخالد خليفة، 2009 برواية المترجم الخائن لفواز حداد، 2014 برواية لا سكاكين فى مطابخ هذه المدينة لخالد خليفة، 2015 برواية ألماس ونساء للكاتبة لينا هويان الحسن، 2016 برواية سماء أقرب من بيتنا لشهلا العجيلى.
ديمة ونوس كاتبة، وسيكون فوزها كسرًا لاحتكار الكتاب للجائزة بعيدًا عن الكاتبات، وباستثناء السعودية رجاء عالم التى فازت بالجائزة مناصفة مع المغربى محمد الأشعرى عام 2011، لم تفز أية كاتبة أخرى بالبوكر، وبالتالى سيكون فوز ديمة إيجابيًا فى خصوص ذلك.
إذن، فوز ديمة ونوس ببوكر 2018 سيحقق أكثر من رقم إيجابى: ستكون المرة الأولى التى تفوز فيها سوريا بالبوكر، ستكون المرة الأولى التى تفوز بها (كاتبة) منفردة بالجائزة، وسيكون الخبر مفرحًا بعض الشئ لسوريا وللسوريين وسط الدمار والخراب الحاصل هناك.
وليد الشرفا.. "وارث الشواهد"
ينافس الفلسطينى وليد الشرفا بروايته "وارث الشواهد" للمرة الأولى بالجائزة، وسبق لفلسطين الفوز بالجائزة عام 2016، والرواية لم تحقق الصخب الكبير حتى بعد ترشحها للقائمة القصيرة، كما أن وليد الشرفا لم يحقق بعد الحضور الكبير فى المشهد الثقافى العربى مثل أمير تاج السر أو إبراهيم نصر الله مثلًا، كما أن الحسابات الجغرافية وفوز فلسين من قبل لن يخدماه فى طريقه للبوكر 2018.
عزيز محمد.. "الحالة الحرجة للمدعو ك"
تعتبر الرواية هى أكثر أعمال القائمة القصيرة نجاحًا ولفتًا للأنظار منذ ترشحها للقائمة الطويلة ثم القصيرة، وساعد على انتشارها وجذب الانتباه لها أنها العمل الأول لصاحبها، الذى لم يصدر أعمالًا من قبل.
ولكن، عزيز محمد سعودى الجنسية، والسعودية صاحبة الرقم القياسى للفوز بالبوكر، إذ فازت 3 مرات من قبل فى أعوام 2010، 2011، 2017، وسيكون فوزها للمرة الرابعة خلال 11 دورة فقط غريبًا بعض الشىء.
شهد الراوى.. "ساعة بغداد"
تنافس العراقية شهد الراوى بروايتها الأولى، ولم تحقق الرواية ردود أفعال كبيرة كالتى حققتها "الحالة الحرجة للمدعو ك". لا تملك شهد ميزة السورية ديمة ونوس من حيث عدم فوز سوريا من قبل، حيث فازت العراق بالجائزة عام 2014 برواية "فرانكشتاين فى بغداد" لأحمد سعداوى. وليست لديها كذلك ميزة الثنائى أمير تاج السر أو إبراهيم نصر الله من حيث التراكم الإبداعى المتميز، وسيكون فوزها مفاجأة مدوية وغير متوقعة على الإطلاق، وربما مستحيلة بكل الحسابات الممكنة.
