
مدينة القدس
بدأت رحلة استعادة بيت المقدس عندما قام جيش المسلمين تحت قيادة أبو عبيدة بن الجراح بمحاصرة القدس فى شوال لعام 15 هجرية وبعد ستة أشهر، وافق البطريرك صفرونيوس على الاستسلام، بشرط قدوم الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس لتسلم مفاتيح المدينة.
وعند وصول عمر إلى القدس، تمت صياغة العهدة العمرية، واستسلمت المدينة وأعطيت ضمانات الحرية المدنية والدينية للمسيحيين فى مقابل الجزية، وقد وقع عليها الخليفة عمر نيابة عن المسلمين، وشهدها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبى سفيان.
ونص شرط فى العهدة العمرية أن لا يسكن بالقدس معهم أحد من اليهود، وخطب عمر فى أهل بيت المقدس، ثم دعاه البطريرك صفرونيوس لتفقد كنيسة القيامة، فلبى دعوته، وأدركته الصلاة وهو فيها فالتفت إلى البطريرك وقال له: "أين أصلى؟ فقال "مكانك صل" فقال: "ما كان لعمر أن يصلى فى كنيسة فيأتى المسلمون من بعدى ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدًا". وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى. وجاء المسلمون من بعده وبنوا فى ذلك المكان مسجدًا سمى بمسجد عمر.
وأكد الفتح الإسلامى لمدينة القدس السيطرة العربية على فلسطين والسيطرة التى لم تهدد مرة أخرى حتى الحروب الصليبية فى أواخر القرن الحادى عشر وعبر القرن الثالث عشر.
وهكذا، جاء الفتح الإسلامى تعريفًا للعالم بمكانة القدس فى الإسلام، كما فى المسيحية واليهودية، وبعد الفتح الإسلامى للقدس، سُمح لليهود بزيارة وممارسة شعائرهم الدينية بحرية من قبل الخليفة عمر بعد ما يقرب من 500 سنة من طردهم من الأراضى المقدسة من قبل الرومان.
