رشا راغب
وأضافت راغب، خلال لقائها مع الإعلامية سميرة إبراهيم، ببرنامج "هوى الأيام"، عبر إذاعة "مونت كارلو"، اليوم الإثنين، بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، أنه تم اختيار 500 شاب وفتاة من عشرات الآلاف المتقدمين من سن 20 إلى 30 عاما، من جميع محافظات مصر، وقضوا سنة ما بين التدريب والتأهيل وحضور الفعاليات واللقاءات مع متخذى القرار.
وأشارت إلى أن أول طلب لهم، أن يتم إنشاء كيان معنى بتنمية الكوادر الشبابية، واستجاب الرئيس للفكرة ولكن على مستوى أكبر، لإيمانه بأن المكون الإنسانى هو الأهم وأن العنصر البشرى لو تم الاستثمار فيه جيدًا، فكل شىء مستطاع، وسيكون بإمكانه قيادة عجلة التنمية بجميع أوجهها، فتم إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب بقرار رئاسى فى أغسطس 2017، وليكن الرئيس الجمهورية هو رئيس مجلس الأمناء، ثم تم تعيينها فى مايو 2018، لتبدأ معها رحلة الأكاديمية الوطنية.
وعن أنشطة الأكاديمية، قالت تنقسم لعدة قطاعات، التدريب فيها هو النشاط الأهم وينقسم إلى عدة محاور أولهم المدرسة الرئاسية التى تضم البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة، المعنى بالعاملين بالدولة من الفئة العمرية من 30 إلى 45 عامًا، والذى يعتبر دليلًا على وجودة كفاءة فى العاملين بالدولة، مؤكدة أنه لا يوجد ترشيح فى الاختيار، بل يتم التقديم على الموقع الإلكترونى من خلال ملء استمارة التقدم التى تعتبر أداة فرز أولية، وبينت أن الدفعة السابقة تقدم لها 8 آلاف شخص استطاع 5 آلاف منهم اجتياز مرحلة ملء الاستمارة وخوض اختبارات الثقافة العامة واللغة العربية والإنجليزية التى أسفرت عن 2700 استطاعوا العبور إلى مرحلة اختبارات المهارات الشخصية، تقدم منهم 760 إلى مرحلة المقابلات الشخصية حيث اللجان التى ضمت مجموعة من الوزراء ورؤساء الهيئات ومتخذى القرار والشخصيات العامة والإعلاميين، حتى وصل 360 إلى المرحلة الأخيرة فى الفرز وهى لقاء اللجنة الخماسية الموحدة، وتم اختيار 66 متقدما قوام الدفعة الحالية، مما يدل ذلك على أن المعيار الوحيد فى الاختيار هو كفاءة الشخص المتقدم.
وتابعت: "يوجد أيضًا البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الإفريقى للقيادة، الذى جاء تلبيةً لتكليف الرئيس فى ملتقى الشباب العربى الإفريقى فى أسوان 2019"، وأكدت أنه برنامج غنى وثرى جدًا، لأنه ورغم قصر مدته وهى 6 أسابيع لكن خلال تلك المدة تم تغطية 50 دولة إفريقية عبر 3 دفعات مختلفة بإجمالى 370 متدربا خلال العام الماضى، وتم التوقف لظروف جائحة كورونا، لكن سيتم فتح باب الالتحاق مرة أخرى بحلول الشهر المقبل.
وأوضحت أنه وفقًا للبرنامج يتم داخل القاعات الدراسية مناقشة التحديات التى تواجه القارة الإفريقية من طاقة ومياه وتشغيل وريادة أعمال وحقوق المرأة وحقوق الطفل والتعليم وكل ما هو مؤرق للشباب فى القارة السمراء، متابعة: "القارة الإفريقية قارة شابة جدًا، وشباب البرنامج من خارج أروقة السياسة، لذلك دورهم على الأرض له أثر كبير، ويتم داخل عمليات الاختيار التى تتم بنفس النسق مقابلتهم عبر الفيديو، ليستطيع المتقدم الحديث عن نفسه وما يميزه وما يجعله قيمة مضافة للبرنامج".
وذكرت أنه يوجد برنامجين آخرين سيتم إطلاقهم فى يوليو المقبل، أحدهما مختص بالنشأ من عمر 15 إلى 20 عاما، والآخر مختص بالباحثين النابغين فى المجالات المختلفة داخل أروقة الجامعات المصرية الخاصة أو الأهلية أو الحكومية.
واكدت أن المحور الثانى بعد المدرسة الرئاسية هو محور التكليفات التى تصل إلى الأكاديمية الوطنية من رئيس الجمهورية أو من رئيس الوزراء أو من بعض الوزراء والمسؤولين، بشأن تدريب بعض الكوادر العاملة، وقالت: "الأكاديمية أصبحت المعبر وبوابة الفرز للالتحاق بالوظيفة العامة، كالعمل بالهيئات القضائية والقطاع الإدارى وقطاع الأعمال وغيره، فتتنوع البرامج بتنوع واختلاف طبيعة الوظائف بجميع مؤسسات الدولة، حيث يتم تصميم البرامج بطريقة تناسب الفئة العمرية ولطبيعة العمل".
ولفتت إلى أن الأكاديمية ليست على غرار أى مؤسسة أخرى أو نسخة منها، وأن المدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا L'ENA هى شريك استراتيجى للأكاديمية الوطنية وشريك أساسى فى البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة، وتوجد شراكات أخرى مع مركز جينيف للسياسات الأمنية فى سويسرا GCSP وغيرها فى كوريا الجنوبية وفى هولندا، وقريبا فى فنلندا، حيث تعمل جميع هذه المؤسسات فى تنمية الكوادر فى المحليات أو فى الجهاز الإدارى فى قطاع الدولة بصفة عامة.
كما بينت أن من محاور التدريب كذلك محور المبادرات القومية ممثلة فى مبادرة المسؤول الحكومى المحترف، التى تستهدف مقدم الخدمة فى الشباك الأمامى فى جميع مؤسسات مصر الذى يتعامل مع الجمهور بشكل مباشر، والذى أصبح لديهم بعد التدريب إيمانًا راسخًا بأنهم عامل تغيير فى الدولة، وأيضًا مبادرة ديوانى كف، لتأهيل الكوادر التى تعمل فى المكاتب الفنية فى دواوين عام المحافظات.
وكشفت عن أساس البرامج فى الأكاديمية الوطنية قائلةً: "ليست البرامج التدريبية ورقة وقلم ومحاضر-رغم كفاءتهم وكونهم خبراء حقيقيين فى مجالاتهم- ولكن يوجد لدينا العديد من الأنشطة التى تصاحب البرنامج التدريبى مهما كانت مدته مثل زيارة الأوبرا وممارسة الرياضة وتمثيل مسرحى وقراءة كتاب وتعلُم لغات أخرى فى البرامج الطويلة والإسبانية والفرنسية والألمانية، وكذلك التسجيل فى معهد الكونسرفاتوار لتنمية مهارة العزف على آلة موسيقية معينة، إن التركيز على المحور غير الأكاديمى يُعلى من قيمة الإنسان ويعطى أهمية له".
فى نهاية اللقاء، أعربت الإعلامية سميرة إبراهيم عن حماسها وشعورها بالرغبة فى الالتحاق بأحد تلك البرامج، وعبرت عن إعجابها بروح التعاون التى لاقتها بين أعضاء فريق عمل الأكاديمية أثناء تحضيرها للقاء، ودعت الدكتورة رشا راغب لحضور لقاء إذاعى آخر لكن فى مقر إذاعة مونت كارلو بباريس، للاستفاضة فى الحديث أكثر عن الأكاديمية الوطنية للتدريب.
يذكر أن الأكاديمية الوطنية للتدريب، أنشئت بموجب قرار جمهورى أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أغسطس 2017، لتكون قبلة التطوير والتعلم فى مصر، ومنارة التنمية وقاطرة بناء الإنسان ونهضته بالعلم والمعرفة، على المستوى المحلى والإقليمى والدولى.
اقرأ ايضاً
آخر الأخبار
