وزير الأوقاف
وأشار جمعة، خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى الإسراء والمعراج أن بعض ما جاء فى تزكية النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- جاء مرتبطًا ببعض الآيات التى تحدثت عن هذه المعجزة فى أوائل سورة النجم، حيث زكى ربه -عز وجل- لسانه صلى الله عليه وسلم، فقال: "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَ ، وزكى بصره فقال: "مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى"، وزكى قلبه فقال: "مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى" كما زكاه الحق سبحانه وتعالى فى مواضع عديدة من كتابه العزيز، زكى خلقه فقال: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، وزكاه كله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ".
وأكد أن معجزة الإسراء والمعراج ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأمرين، بمكانة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- عند ربه، وبعظمة القدرة الإلهية، ويكفى أن القرآن الكريم سمى سورة كاملة بسورة الإسراء، واستهلها بقوله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَي بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى"، واختتمها بقوله تعالى: "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِى مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا"، فافتُتحت السورة بالأمر بتسبيح الله أى: سبح ونزه الله -عز وجل- عن المثيل والشبيه والنظير، وكبر الكبير المتعال الذى أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، وإذا كنت مؤمنًا حقًا بتنزيه الله سبحانه عن أفعال العباد وعن الشبيه والنظير فليس لك على الإطلاق أن تقارن بين أفعال الخلق وأفعال الخالق، والبعض يستعظمون هذه المعجزة مستعظمين أن يكون الإسراء بالجسد، فنقول لهم: لقد ذكر القرآن الكريم قصة نبى الله سليمان عليه السلام وملكة سبأ عندما قال نبى الله سليمان -عليه السلام-: " قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِى أَمِينٌ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي" فقصر الملك وعرش الملك يستطيع نقله الذى عنده علم من الكتاب فى طرفة عين، وتستعظم على الله سبحانه وتعالى أن يُسرى برسوله -صلى الله عليه وسلم- ويعرج به فى جزء يسير من الليل.
مؤكدًا أن إيماننا بهذه المعجزة كإيمان أبى بكر -رضى الله عنه- لا يتزحزح ، والذى نلقى الله تعالى به وندين لله به أن الإسراء والمعراج معجزة ثابتة بالروح والجسد، وإذا كان سيدنا أبو بكر يقول إنى أصدقه فى خبر السماء أفلا أصدقه فى الإسراء والمعراج ، فنحن نصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تصديق من شاهد وعاين رأى العين، فأبو بكر الصديق صدقه قبل عصر تكنولوجيا المعلومات وعصر الاتصالات ، وقبل صناعة عابرات القارات، أفلا نصدقه وقد صنع البشر ما صنعوا فى هذا العصر.
مشيرًا إلى أن أى دارس للغة العربية والسياق القرآنى يدرك يقينًا أن الآيات التى جاءت فى سورة النجم إنما هى فى المعراج بالروح والجسد، حيث يقول الحق سبحانه: "مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى"، وأما من يتحدثون عن رؤيا المنام نقول لهم، ما كان فى المنام عبر عنه القران صراحة بكلمة المنام، فيقول سبحانه: "لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ".