
الرئيس السيسى
وأبرزت صحيفة (الأهرام) تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية هو مشروع قومى لتنمية الدولة المصرية، مشيرا إلى أن الهدف من المشروع إيجاد حالة رضا لدى الأسرة مما ينعكس على حالة الرضا للدولة المصرية وهو بدوره ينعكس على حالة الاستقرار فى الدولة.
وأضاف الرئيس، خلال مداخلته فى فعاليات إطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، أنه عرض عليه منذ سنوات 10 آلاف حالة مرضية فى قوائم الانتظار واليوم يتحدث القائم بأعمال وزير الصحة والسكان على مليون و62 ألف حالة تم علاجهم خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو ما يعنى أن الدولة صرفت خلال عام 2014 ما يصل إلى 32 مليار جنيه على قوائم الانتظار واليوم تصرف الدولة 108 مليارات جنيه.
وتابع الرئيس أنه خلال زيارته بلجيكا التقى العديد من المسؤولين وكان يتحدث فى ملف حقوق الإنسان قائلا: «لأن عندنا قضية مش معروفة وغير معلومة إلا لبعضنا.. من ضمن الحاجات اللى كنت بتكلم فيها مع مسؤول قلت له ليه مسألتنيش عن الناتج المحلى بتاعك كام؟ استغرب.. وقلت له الناتج المحلى عندك كام قالى 500 مليار والسكان قال 10 ملايين نسمة، قلت له يبقى أنا عاوز دخلى 5 تريليونات دولار علشان عندى 100 مليون نسمة، وعلشان أنا معنديش المبلغ ده الناس فى مصر مش بتاكل كويس ومبتتعلمش كويس ومبتتعالجش كويس.. دى حقوق الإنسان اللى أنا أعرفها».
وأضاف الرئيس قائلا إنه لا يمانع أن يتحدث مسؤول فى الخارج عن مصر ولكن يجب عليه أن يعرف قضية مصر جيدا قبل أن يتحدث حتى لا يتحدث عن جهل وعدم إدراك وتقدير للواقع الذى تعيشه مصر.
وأشار الرئيس قائلا: «الناس خرجت ليه فى 2011.. لأن حالة الرضا المجتمعى مش موجودة.. الناس مش راضية.. مفيش حاجة مكفية.. ومفيش تعليم كويس.. وبدل ما نقول إن أداء المواطن متواضع عملنا الدولة خصم.. بنتكلم عن الحفاظ على الدولة المصرية وعدم الانزلاق للخراب والدمار الذى كان من الممكن أن تصل إليه.. الناس تعبانة وعاوزه تغيير صحيح.. بس أتغير إزاى.. اللى بنتكلم فيه النهاردة.. إننا بنغير أسباب التردي»، مضيفا: «تحدثت مع أحد المسؤولين فى بلجيكا عن الناتج المحلى، قلت له عاوز أعمل جامعة تدى تعليم كويس.. وعاوز أعمل مستشفى تدى علاج كويس وعاوز أعمل مدرسة تعمل تعليم كويس.. مش الناس تتخانق علشان تغشش ولادها.. علشان تقولى فى الآخر أنا ابنى معاه شهادة شغله بقى».
وأضاف الرئيس السيسى قائلا: «لولا فضل الله على مصر لكانت البلد ذهبت مع الدول التى تهدمت».
وأوضح أن هذه التحديات التى تشهدها مصر منذ عام 1950 أو من عام 1962 هى سبب تردى الدولة، مشيرا إلى أن عدد سكان مصر زاد 14 مليون نسمة منذ 2014، فى الوقت الذى لم تحصل فيه الدولة على دخل يكفى هذا النمو السكانى، مؤكدا أن قدرة الدولة لا تتماشى مع قدرة النمو السكانى للدولة.
وقال الرئيس: «لو عندى مصروف ألف جنيه.. دخلى مش ألف جنيه.. يبقى فيه عجز.. أنا مش بتكلم فى موازنة.. عجز القدرة والأداء».
وتابع الرئيس أنه كان يستعرض مع وزير الاتصالات السابق سبل تأسيس مستوى متقدم فى النظم والمعلومات بهدف منح فرص عمل مبنية على النظم، موضحا أن الدولة لديها 700 ألف خريج جامعى سنويا.
وأضاف الرئيس: «سوق العمل فى مصر فيه نقص مليون وظيفة وقولت أنا عندى شباب خريجين كتير.. ولدينا برنامج سيكلف الدولة 30 ألف دولار للدارس لتأهيل مبرمجين يستطيعون العمل فى أى سوق فى العالم، مضيفا انه تقدم لهذا البرنامج 300 ألف خريج هندسة اتصالات وتكنولوجيا معلومات وهندسة حاسبات وتم إجراء اختبار لهم لم تنطبق المعايير إلا على 111 شخصا فقط منهم، وذلك لأن التعليم ضعيف»، مطالبا المصريين بالانتباه لقضية بناء مواطن حقيقى.
وأكد الرئيس قائلا: «والله إن كل الكلام.. الإصرار والقتال والعمل من أجلك يا مصر».
وفى إطار قضية الزيادة السكانية، قال الرئيس: «حد قال لبنته لما تيجى تتجوزى انتظرى سنة أو اتنين وخدى نفسك وعيشى وتتعودى على الحياة الجديدة، مبتكلمش على تنظيم أسرة خالص، أنا قلت لبنتى كده.. قلت استنى سنتين تلاتة على الأقل»، مضيفا أن الدولة قدمت أيضا للمواطنين برنامج الصحة الإنجابية حتى تتمكن الأسرة قبل الزواج من إجراء كشف طبى حتى يطمئنوا على ظروفهم الصحية والوراثية قبل الإنجاب.
وأضاف الرئيس قائلا: «بدل ما تجيب فيلم الإرهاب والكباب وتجيب المواطن بيشتكى خلى البلد خصم، مخلاش السلبية خصم، أنت المفروض تخلى السلبية خصم.. المواطن اللى مبيشتغلش هو اللى خصم، لما حولت البلد لخصم فى 2011 هدوها، ولولا فضل الله علينا وكرمه لكانت البلد دى زى باقى البلاد اللى انتوا شايفنها ما قامتش تانى ولا رجعت تانى خلاص، واللى يروح.. يروح ميرجعش، لكن هو أفاض علينا. بقابل ناس فى الشارع تقولى أنا زعلانة منك، أقولها ليه؟ تقولى عندى 6 عيال.. أقولها أنت عندك 6.. أقولها أنا عندى 100 مليون».
وأشار إلى أن هناك بعض الدول التى تتساءل لماذا لا يحصل المواطنون على حقوقهم، مشيرا إلى أن هناك تحديات حقيقية صعبة، مشيرا على سبيل المثال إلى أنه كى يتم تطوير طريق تتم إزالة ألف منزل سكنى حتى يستطيع المواطنون السير فقط.
وأكد الرئيس قائلا: «البلد دى بلدنا كلنا مش بتاعتى أنا بس.. وأنا دائما أقول الأمن القومى فى كل حاجة.. الرعاية الصحية أمن قومى.. التعليم أمن قومى.. انتوا عاوزين تعليم ولا مش عاوزين.. لقاءاتنا دى الهدف منها توعية حقيقية لواقعنا.. واحنا مش بنتكسف».
وأكد الرئيس، أن الدولة تحتاج دخل ناتج محلى بقيمة 5 تريليونات دولار، دخل يحصل المواطن على الخدمات والتعليم والوعى الذى يقدم فى دول أوروبا.
وتابع الرئيس قائلا: «الحاجة غالية على المواطن وبتغلى.. بس احنا مش منعزلين عن الواقع ونتأثر بما يحدث حولنا فى العالم وعندما ترتفع الأسعار عالميا تؤثر على الأسعار لدينا لأن معدلات النمو الاقتصادى ليست متكافئة مع معدل النمو السكانى، كما أن الدولة لديها عجز متراكم على مدى خمسين عاما مضت».
وأوضح الرئيس، أنه إذا كانت الدولة تملك على سبيل المثال 500 مستشفى فهى تحتاج لألف مستشفى إلى جانب تكلفة التشغيل، مضيفا أن الأطباء لا يحصلون على مرتب جيد ولكن هذا خارج عن قدرة الدولة.
وأشار إلى أن هناك على سبيل المثال آلاف الخريجين من أقسام الجغرافيا والتاريخ فى الوقت الذى لا يحتاج فيه سوق العمل هذه التخصصات، مشيرا إلى أن الأسر تهدف لدخول أولادهم الجامعة فقط.
وأضاف الرئيس قائلا: «الرسالة اللى عاوز أوصلها أن القضية مشتركة وليست قضية سلطة.. أنا زيكم ومعاكم ومنكم.. هنعملها مظبوط كلنا.. دى أمانة قدام ربنا.. مستقبل ولادنا.. القضية كبيرة أوى.. عاوزين تعليم كويس سواء قبل الجامعة أو بعد التخرج فى الجامعة.. ويكون عندنا مستوى كويس».
وأكمل الرئيس السيسى: «المرتبات فى مصر مرتبات دنيا.. هو أنا السبب؟ أنا عاوز أدى المواطن 30 ألف جنيه».
وأكد الرئيس أهمية اهتمام المواطنين بإجراء الكشف الطبى قبل الزواج حتى يطمئنوا على حالة أطفالهم الصحية فى المستقبل.
كما تطرق الرئيس لظاهرة الزواج المبكر قائلا:» لو راجل عنده بنت لديها 12 سنة وعاوز يجوزها.. هو احنا كده بنعرف ربنا.. هو كده حلال.. مش احنا بنقول احنا شعب متدين بالفطرة.. هو كده حلال.. بنتى عندها 14 أو 15 سنة أخليها تواجه الكلام ده.. عاوز ترتاح منها ومن أكلها.. ده صعب أوى.. ده أنا ما كلش وولادى ياكلوا ولا أعمل فيهم كده.. وسن الزواج لازم يكون محدد».
وفى نهاية الفعاليات توجه الرئيس السيسى بالشكر والتقدير للقائمين على مشروع تنمية الأسرة المصرية، داعيًا إلى تضافر جميع الجهود من أجل تنفيذ المشروع.
وأكد الرئيس أهمية التحرك فى المشروع بشكل جماعى ومع الجمعيات الأهلية والجامعات والإعلام وكل المحاور التى من الممكن أن تشارك، مشيرا إلى أن الهدف هو تنمية الدولة المصرية ومحاربة الجهل والتخلف والفقر، وهو ما لم يحدث إلا بوضع المشروع كركيزة للتحرك من أجل تغيير الواقع للأفضل فى كل شيء.
واختتم الرئيس كلمته قائلا: «أشكركم ونشتغل مش بس فى ده فى التنمية وفى كل المجالات بلا نوم ولا راحة إذا كنتم عاوزين تحققوا لبلدكم مكان حقيقى على خارطة العالم».
وأبرزت صحيفة (الأخبار) تأكيد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، أن ما تحققه الدولة المصرية فى محاولة معالجة التراكمات السابقة، يواجه تحديًا مهمًا يتمثل فى ضخامة التراكم السابق، والأهم والأصعب هو حجم الاحتياجات الحالية والمستقبلية التى تنجم عن الزيادة السكانية، بما يجعل قدرتنا كدولة على مواكبة حجم هذه التحديات أمرًا شديد الصعوبة والتعقيد.
جاء ذلك خلال كلمته التى ألقاها خلال احتفالية إطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، من العاصمة الإدارية الجديدة، بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأكد خلالها أن هذا المشروع يأتى مُكملًا لجهود الدولة، وتوجيهات الرئيس، لتطوير الدولة المصرية، والمضى نحو الجمهورية الجديدة، وهو الطريق الذى بدأته مصر على مدى السنوات السبع الماضية، من خلال حزمة من المشروعات القومية الكبرى التى تنفذ فى كل ربوعها، وتعكس حجم تنمية غير مسبوق فى تاريخ مصر، وهو ما يمثل خطوة من ألف خطوة، كما يؤكد الرئيس، نحو تنمية هذا الوطن.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أنه حين تم وضع رؤية مصر 2030، وخطة الحكومة تحت عنوان «مصر تنطلق»، كان أحد أهم المرتكزات «المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية»، الذى لا يستهدف فقط تنظيم الزيادة السكانية، وإنما هدفه الرئيسى هو الارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى، وهو قوام هذه الدولة، لافتا إلى أن الدولة المصرية أنفقت وتنفق استثمارات تتجاوز 6.2 تريليون جنيه على مدى السنوات السبع الماضية، فى تنفيذ حجم مشروعات ضخمة فى كل محافظات مصر، سواء فى الريف أو الحضر، بهدف تعويض التأخر الذى سببته الظروف الصعبة التى مرت بها مصر على مدى عقود سابقة، واليوم فإن ما يتم تنفيذه على الأرض، وبشهادة العالم كله رغم كل الظروف العالمية الصعبة، هو إعجاز بكل المقاييس.
ولفت مدبولى إلى مشروع «حياة كريمة» الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويتم تنفيذه حاليًا، والذى يعتبره مشروعا ضخما، بكل المقاييس العالمية، وفريدًا من نوعه، حيث يحقق جودة حقيقية للحياة، لـنحو 60% من الشعب المصرى فى الريف، خلال 3 سنوات، مشيرا إلى أن القضية الرئيسية التى تتوقف عندها الحكومة حاليا، هى حجم التحدى القائم رغم كل الجهود التى تبذل، والمتمثلة فى الزيادة الكبيرة والمستمرة للسكان، التى يقابلها على الجانب الآخر احتياجات جديدة فى كل مناحى الحياة، من تعليم، وصحة، وإسكان، وغيرها.
وأكد رئيس الوزراء أن هذا التحدى الراهن تتوقف عنده الحكومة كل عام، خاصة وهى تضع الموازنة العامة للدولة، لافتا إلى أن الحكومة تعكف حاليا على إعداد الموازنة الجديدة للعام المالى المقبل، حيث يناقش كل زملائه أعضاء الحكومة من الوزراء حجم الاحتياجات الجديدة التى نحتاج لتوفيرها، لنصطدم بحجم أرقام كبير، يفوق حتى قدرات الدول المتقدمة فى مجابهتها.
وتناول مدبولى أحد الأمثلة، حيث أشار إلى أن الزيادة الطبيعية للسكان فى مصر كانت عام 2021 نحو 1.5 مليون نسمة، فإذا افترضنا أن الكثافة المناسبة للفصل التعليمى فى أى مدرسة 40 طالبًا فى كل فصل، فإننا كدولة نحتاج لإضافة 40 ألف فصل جديد كل عام، لمواجهة الزيادة السكانية، وتكلفة إنشاء الفصل نصف مليون جنيه، بما يعنى 20 مليار جنيه كل سنة، أضيفها لإنشاء فصول فقط، هذا ناهيك عن احتياجات تعيين معلمين وتكاليف تشغيل وصيانة.
ونوه رئيس الوزراء بأن الدولة لديها بالفعل احتياجات متراكمة من السنوات السابقة من الفصول الدراسية تصل إلى نحو 200 ألف فصل، لافتا إلى أن الدولة تعمل بكل قدراتها لتلبية هذه الاحتياجات وتخفيض هذه الفجوة، متسائلًا: «إذا كنا قادرين على تلبية هذه الاحتياجات بالإمكانات المتوافرة والدعم الكبير والمتابعة المستمرة من سيادة الرئيس لتنفيذ المشروعات بأعلى معدلات، ماذا يمكن أن تقوم به الدولة لتلبية الاحتياجات السنوية الجديدة، وهو الأمر الذى ينطبق أيضًا على القطاعات الأخرى كالصحة، التى لا تحتاج فقط إلى إضافة بنية أساسية وإنما أيضًا إلى عنصر بشرى يوفر الخدمات ذات الصلة».
