محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
وأوضح وزير الأوقاف فى تصريحات اليوم الثلاثاء، أن مفهوم الدولة مفهوم مرن تطور تطورا كبيرا عبر العصور وفق ما اقتضته طبيعة الزمان والمكان وأحوال الناس عبر تاريخهم الإنسانى، وأن من عظمة ديننا الحنيف أنه لم يحدد لبناء الدولة نظاما ثابتا أو قالبا جامدا، إنما فتح باب السياسة الشرعية فى ذلك واسعا وفق ما تقتضيه مصالح البلاد والعباد، فمحاولة حصر مفهوم الدولة فى أنموذج تاريخى معين وفرضه نمطا ثابتا أو قالبا جامدا إنما يعنى غاية التحجر والجمود والوقوف عكس اتجاه عجلة الزمن، بما يشكل شللا لحركة الحياة، فالتطور سنة الله فى كونه.
وأضاف "وإذا كان المؤرخون وعلماء الاجتماع قديما قد حددوا عناصر بناء الدولة بأنها الأرض والشعب والسلطة الحاكمة، فإن مقتضيات العصر الحديث قد اقتضت أن يضيفوا إلى ذلك الشرعية الدولية، حتى لا تدعى أى جماعة من الجماعات انفصالية أو متطرفة تسيطر على قطعة من الأرض أنها دولة".
وتابع الوزير: "إذا كان العلماء يقررون أن الفتوى قد تتغير بتغير الزمان أو المكان أو الحال فإن المجال الأرحب لذلك هو مجال السياسة الشرعية فى بناء الدول ونظم الإدارة، فما أتاحه الشرع الشريف لولى الأمر من التصرف بحكم الولاية فى ضوء الحفاظ على الثوابت باب شديد المرونة والسعة، ينبئ عن عظمة الشرع الشريف، وحرصه على تحقيق مصالح البلاد والعباد، فحيث تكون المصلحة الراجحة فثمة شرع الله الحنيف".
وأوضح أن "الدول أولا ومن خلالها تقر جميع الحقوق، فدولة المواطنة هى الأساس الذى يبنى عليه السلام المجتمعى والعالمى، وأى إضعاف للدولة أو المساس بسلامتها واستقرارها هو تهديد للسلم والأمن المجتمعى والعالمى، وإفساح المجال للجماعات الإرهابية والميلشيات الطائفية لتعيث فى الأرض فسادا، مع تأكيدنا أن أوطاننا أمانة فى أعناقنا يجب أن نحافظ عليها - أفرادا ومؤسسات وشعوبا وحكومات - وبكل ما أوتينا من قوة وأدوات وفكر".