شيخ الأزهر خلال اللقاء
ورحب فضيلة الإمام الأكبر بعمار الحكيم والوفد المرافق له فى رحاب الأزهر الشريف، مقدرا العلاقة التاريخية الوطيدة التى تجمع علماء الأزهر بعلماء النجف، وما تمخضت عنه هذه العلاقة من نتاج فكرى وحراك ثقافى أثرى المكتبة الإسلامية، مشيرا إلى أن مجلة "رسالة الإسلام" كانت تعد فى السابق ذروة التعاون بين الأزهر والنجف، لما قدمته من زخم ثقافى واطار معرفى فى مختلف العلوم الإسلامية، وطُرحت فيها كافة القضايا فى مجالات الفلسفة والفقه والشريعة والقانون، وعلاقة السنة والشيعة فى اطار الاحترام والتعاون وتكامل العلوم.
وشدد شيخ الأزهر على ضرورة تماسكنا وتمسكنا بقيم التقارب فيما بيننا لمواجهة التحديات التى تخطط لتفكيك نسيج أمتنا الإسلامية، والغزو الثقافى والاجتماعى الذى يستهدف عالمنا الإسلامى، مصرحا فضيلته "أولى بنا أن نتحد لمواجهة التحديات المعاصرة وأجندات نشر موجات الإلحاد والشذوذ الجنسى والأمراض المجتمعية والسلوكيات المنحرفة، وحملات التغريب، وإقصاء الدين والأخلاق، ومحاولة فرض هذا الواقع على شباب وبنات أمتنا الإسلامية".
من جانبه، أعرب السيد عمار الحكيم عن تقديره للأزهر الشريف؛ ولدور شيخه فضيلة الإمام الأكبر وعلماء الأزهر وأساتذته وطلابه، مصرحا "الأيادى ممدودة والقلوب مفتوحة ولكم محبة خاصة فى قلوبنا ويتجدد الود بتجدد اللقاء بيننا، هذه اللقاءات التى ننتظرها بشغف كبير، فللأزهر الشريف رمزية كبيرة فى العالم الإسلامى، ونعتز بعلاقة علماء الأزهر بعلماء النجف، والتى مثلت علاقة احترام واعتدال تاريخى، وكان الاعتدال هو أساس العلاقة بين مدارس الفكر الإسلامى والمسلمين على مر العصور، أمًا التطرف والتشدد فهو الاستثناء ويمثل خروجا عن القاعدة الأصلية والأصيلة".
وجدد رئيس تيار الحكمة الوطنى العراقى الدعوة لشيخ الأزهر لزيارة العراق مؤكدا أن العراق بكامل أطيافه وأطرافه فى انتظار زيارة شيخ الأزهر، وأن هذه الزيارة المرتقبة سيكون لها انعكاسات مهمة فى العالم الإسلامى، وسوف تفتح الباب لتبادل الوفود من العلماء والأساتذة والباحثين والطلاب، وتجديد التواصل المنهجى بين المراكز البحثية ومناقشة القضايا الفكرية، والتعاون فى إصدار المؤلفات، وتنظيم معارض مشتركة للكتاب، وسوف تمثل فرصة لاستبيان كل الآراء فى مختلف القضايا.
واستعرض السيد عمار الحكيم لشيخ الأزهر الوضع العام فى العراق، وما يشهده من تطور فى مختلف المجالات والأصعدة، وأن العراق الآن يشهد حالة تعايش واستقرار وتعاضد بين فئات المجتمع، حيث تقوم مختلف المدارس الفكرية والتيارات بدور بارز فى مكافحة التطرف والتشدد، مؤكدا أن العراق أصبح أكثر أمنا واستقرارا عما سبق.
وجدد شيخ الأزهر ترحيبه بزيارة العراق، مؤكدا أن العراق بلد عزيز على كل عربى ومسلم، وأنه يتطلع لزيارته وعقد اللقاءات والمناقشات الفكرية والعلمية، وتجديد أواصر التعاون بين المدرستين الفكريتين العريقتين.
وتناول اللقاء مناقشة التحديات التى تواجه العالم الإسلامى وأبرزها حملات التغريب وانتشار المخدرات والانسلاخ من القيم الدينية والأخلاقية، والهم المشترك فى التقريب بين المذاهب، والمشكلات المجتمعية وتأثير مواقع التواصل الاجتماعى على كيان الأسرة وتربية الأبناء والنشء.
اقرأ ايضاً
آخر الأخبار
