الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية
وأضاف "الأزهري"، خلال لقائه مع الإعلامية قصواء الخلالي، ببرنامج "مملكة الدراويش" المُذاع عبر قناة الحياة، أن الشيخ ابن تيمية، رأس السلفية، كان يُعظم الشيخ عبدالقادر الجيلاني، الصوفي الكبير، ووصفه بـ"سيد الطائفة"، وقال عنه: "قدس الله سره".
وتابع أن كل متصوف سلك الطريق إلى الله وحضر مجلس الذكر والحضرة، ينبغي ألا يخرج عن الأدب بأي حال من الأحوال، لافتًا إلى أن من أبرز العارفين بالله الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي، وسلطان العاشقين ابن الفارض، واختلف الناس فيهما خلافاتٍ حادة وصلت للتكفير.
وأردف أن الشريعة بحر ارتوى منه العلماء، فأثمر مناهج ومدارس، كما تعددت المناهج في باب الفقه، وتعددت المناهج في باب الإحسان، مُشيرًا إلى أن من أراد أن يحمل لنفسه نمطًا من التدين فليفعل، ولكن لا يحمل الناس عليه.
وأوضح أن بعض الناس يتسلط على الخلق ويصفهم بالبدع والشرك والتكفير، وهذا يخرج إلى دائرة التطرف في فهم الشريعة، ويُعتبر نموذج للفكر الإرهابي الذي عانينا منه في العقود السابقة، مُحذرًا: "إياكم أن تحولوا جمال الشريعة إلى أن يكون إرهاقًا للخلق، ولا تضيقوا باب الله على الناس".
وأشار إلى أن شيخ اللغويين محمد مرتضى الزبيدي، انشغل بلفظ "درويش"، وألف كتاب خاص في معنى الكلمة ودلالتها وهو مخطوط ولم يُطبع بعد، موضحًا أن "الدرويش" في الوجدان المصري له عدة تعريفات، وأبرزها أنه من غلب عليه شأن الآخرة، وانشغل بذكر الله، وبهذا المعنى فإن كل مشايخنا الكبار، وعلمائنا وأهل الله "دراويش"، بالمعنى الأكمل.
واستكمل مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، أن الطريق إلى الله مستويات، والكمال فيه لا يتناهى، والباب مفتوح دائمًا، وكل إنسان له نصيب منه بقدر ما لديه من الاستعداد، والله هو المقصود لأهل التصوف.
واختتم "الأزهري"، أن التصوفُ، هو الصفو مع الله بلا كدر، والخشوع لله، واتباع الحق والقرآن والدين، ومن سلك طريقًا إلى الله ولم تتنور بصيرته فليس بسالك.
وتعرض الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، في رمضان، حلقات برنامج مملكة الدراويش، ويستهدف تسليط الضوء على الفكر الإسلامي الوسطي، والصوفي الروحاني، في مصر وتطوره على مدار الفترات الماضية، وطبيعة الاعتدال الديني المصري التاريخي، ومواجهة التطرف الديني، والهجوم على الوسطية من تيارات الإرهاب الفكري.
وتستضيف الإعلامية قصواء الخلالي، مُقدمة البرنامج، كبار رموز وعلماء وقادة الفكر الإسلامي من مختلف محافظات جمهورية مصر العربية، وذلك على مدار الحلقات التي ستعرض يوميًا وحتى نهاية شهر رمضان الكريم.
كما تشهد الحلقات أيضًا مشاركة لكبار المُنشدين والمُبتهلين والمداحين بأنشودات المدح للنبي محمد "صلى الله وعليه وسلم"، بجانب وثائقيات لمساجد آل البيت في مصر وتاريخها ومعالمها، وأشهر الأضرحة والمقامات.
