تدشين كنيسة السيدة العذراء في الرحاب
واستقبل كهنة الكنيسة قداسة البابا لدى وصوله، وقدم طفلان باقة زهور لقداسته وتوجه إلى اللوحة التذكارية التي تؤرخ للتدشين، ورشمها بالصليب، والتقطت صورا تذكارية لقداسته وحوله أحبار الكنيسة والآباء الكهنة وأعضاء مجلس الكنيسة.
تحرك بعدها موكب قداسة البابا إلى داخل الكنيسة، وأمامه خورس الشمامسة وهم يرتلون ألحان القيامة.
وحيا الشعب الحاضر قداسة البابا أثناء سيره في الممر الرئيسي للكنيسة، وأشار لهم قداسته مباركا إياهم بالصليب.
ثم بدأت صلوات التدشين، التي شارك فيها خمسة من أحبار الكنيسة حيث تم تدشين ثلاثة مذابح، هي:
1- المذبح الرئيس ودشن على اسم السيدة العذراء مريم.
2- المذبح البحري ودشن على القديس مار مرقس الرسول.
3- المذبح القبلي على اسم القديس يوسف النجار.
كما تم تدشين أيقونة البانطوكراطو "ضابط الكل" بشرقية كل هيكل من الثلاثة هياكل، وكذلك الأيقونات الموجودة في حامل الأيقونات "الأيكونستاز" وفي صحن الكنيسة.
وكتب قداسة البابا كلمة تذكارية بهذه المناسبة، هذا نصها: "في مثل هذا اليوم كان تدشين كنيسة القديسة مريم العذراء بالرحاب في القاهرة الجديدة، بيدي أنا البابا تواضروس الثاني وبحضور الأحبار الأجلاء الآباء المطران والأساقفة والآباء الكهنة والأراخنة وكل الشعب، دمتم في رعاية المسيح وعنايته، 11 مايو 2024 - 3 بشنس 1740"، ووقع قداسة البابا وكذلك الآباء المطران والأساقفة على نص الكلمة تذكارا لمشاركتهم في هذا الحدث.
وقدم قداسته الشكر في كلمته عقب التدشين، للآباء كهنة الكنيسة ومجلسها والشمامسة والأراخنة.
صلى قداسة البابا والآباء المشاركون القداس الإلهي، بعد التدشين، وألقى عظة القداس وتحدث فيها عن فضائل في حياتنا، يجب أن نتعلمها من أشخاص ظهروا في أحداث الصلب والقيامة، وهم:
1- يوحنا الحبيب: "التلميذ الذي كان يسوع يحبه" "يو 21: 7"، وكان شخصا وفيا، ورافق السيد المسيح حتى الصليب، وعهد إليه السيد المسيح برعاية أمه السيدة العذراء، "قال للتلميذ: "هوذا أمك". ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته" "يو 19: 27"، فالوفاء صفة من صفات الأمانة، لذلك يجب أن يكون الإنسان وفيا ومخلصا وأمينا في مسؤوليته.
2- مريم المجدلية: بعد أن أخرج السيد المسيح الشياطين منها صارت إنسانة نقية، وشاهدت أحداث الصليب وهي متألمة وتبكي بحرقة، وأرادت أن تعبر عن وفاءها للسيد المسيح، فذهبت باكرا للقبر بالحنوط، وعندما لم تجد جسده في القبر حزنت حزنا شديدا، ولكن تحول حزنها إلى فرح شديد عندما سمعت اسمها "قال لها يسوع: "يا مريم" فالتفتت تلك وقالت له: "ربوني!" الذي تفسيره: يا معلم" "يو 20: 16"، ونالت جائزة من السيد المسيح عندما كلفها بأن تخبر التلاميذ بقيامته، وكان لديها رجاء وأمل وتنظر للمستقبل بعين الإيمان، وصارت كارزة، فالرجاء والأمل يجعل الإنسان ناجحا.
3- بطرس الرسول: كان مندفعا، عندما قطع أذن عبد رئيس الكهنة، والسيد المسيح أبرأها في الحال، "قال له يسوع: رد سيفك إلى مكانه. لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون!" "مت 26: 52". كما أنكر تلمذته للسيد المسيح أمام جارية، ولكن السيد المسيح عالجه من اندفاعه وحرك فيه مشاعر الحب، "قال له ثالثة: "يا سمعان بن يونا، أتحبني؟" فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة: أتحبني؟ فقال له: "يا رب، أنت تعلم كل شيء. أنت تعرف أني أحبك". قال له يسوع: "ارع غنمي" "يو 21: 17"، وصار بطرس الرسول كارزا، لذلك يجب ألا يكون الإنسان مندفعا في سلوكه.
4- تلميذي عمواس: وكانا بطيئا الفهم، ولم يدركا أن السيد المسيح كان ماشيا معهما في الطريق، "ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا" "لو 24: 32"، لذلك يجب أن ينتهز الإنسان الفرصة، ويكون منتبها ولديه استنارة فكر وبصيرة في القلب.
وأوصى قداسته أن نتعلم من هؤلاء الأربعة الوفاء والرجاء وعدم الاندفاع وعدم البطء في الفهم والاستنارة.
وقال: "ربنا يفرح بلدنا بهدوءها وأمانها واستقرارها، ويعطينا أن تكون مصر واحة سلام، وسط بلدان العالم فتاريخها وحضارتها وماضيها وحاضرها يجعلها بلدا متميزا" وأعاد قداسته التذكير بمقولته: "كل بلاد العالم في يد الله أما مصر فهي في قلب الله".
وقدم آباء الكنيسة هدية تذكارية لقداسة البابا عبارة عن أيقونة المسيح الراعي الصالح، بينما قدم قداسته هدايا تذكارية لبعض القيادات الحاضرين.