لعنة يهوذا تطارد أكاديمي شهير في أسبوع الآلام
وتقام له اليوم دورة معكوسة داخل الكنائس من الشمال إلى اليمن مع لحن هجومي تقول كلماته: يهوذا يهوذا مخالف الناموس وهي دورة تجريس الخائن، ورغم أن نهاية يهوذا أنه ذهب وشنق نفسه، إلا أن الجدل حوله لم ينتهي أبدا.
فقد أثار البابا شنودة الثالث حوله قضية تسببت في العديد من المآسي حيث قرر فجأة أنه لم يتناول من سر الأفخارستيا – وهو أقدس سر أسسه السيد المسيح في العشاء الأخير مع التلاميذ يوم خميس العهد – وترتب على هذا القرار أنه تم فصل الدكتور مجدي وهبه، وكان مدرسا بالكلية الإكليريكية بالقاهرة وحاصل علي الدكتوراة من اليونان حول الأسبوع الأخير من حياة السيد المسيح – أي أسبوع الآلام - وكان يصر على أن يهوذا تناول من الأسرار المقدسة كما يؤكد الإنجيل وتفسيرات آباء الكنيسة.
وبعد هذا الفصل المتعنت رسم الأنبا بفنوتيوس الدكتور مجدي كاهنا في سمالوط باسم القس صموئيل، ولكنه توفي بعد الرسامة بعام مقهورا على موقعه كأستاذا في الإكليريكية وضياع تفوقه العلمي، أما القرار الثاني للبابا شنودة هو رسامة أيقونة العشاء الأخير بحضور 11 تلميذا لا 12 بعد تغيب يهوذا من الأيقونة.
ورغم أن البابا شنودة قد أكد في كتابه سنوات مع أسئلة الناس، أن الآباء لم يقولوا بتناول يهوذا، وأصر على أنه آكل من الفصح فقط، وهو الأمر الذي انفرد البابا به دونا عن آباء الكنيسة في كل تاريخها.
إلا أن الباحث الدكتور ماجد منصور، قد أشار إلى أن القراءات الكنسية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أسبوع الآلام، تؤكد كلها تناول يهوذا ومن ذلك عظة القديس يوحنا ذهبي الفم، وهو من أبرز آباء الكنيسة الكبار ومفسري الكتاب المقدس التي تقرأ في صلاة الساعة الحادية عشر من نهار البصخة المقدسة، يوم الثلاثاء.
ويقول فيها بالنص: "إذا تناول أحد منه - يقصد الأفخارستيا - بغير استحقاق يكون له عقوبة ومحقا كما صار ليهوذا الذي أسلم الرب عندما تناول منه بغير استحقاق، فلا تتهاون فى تذكير نفسك أنك يجب أن تداوم على عيش التوبة لتتناول في كل مرة باستحقاق ولا تشابه يهوذا الذي فعل بغير استحقاق فأجرم في حق الرب وخانه وباعه وفي حق نفسه فيأس وانتحر"، لكن يبدو أن ليهوذا لعنة مستمرة.
