
حمّالة القصب في قنا
رصد "مبتدا" تلك الرحلة اليومية الشاقة، والتي أوشكت على الانتهاء، مع قرب انقضاء موسم قصب السكر، رافعين علامة النصر بالضحكة والابتسامة، اعلانًا منهم بفوزهم في معركة الصبر والعرق والكفاح، سعيًا منهم لكسب لقمة العيش.

العم جلال شحاتة، رجل في العقد الخامس من عمره، تشاهده يحمل كميات من قصب السكر في خفة مدهشة رغم نحافة جسده، فيما تكاد تظهر ضلوعه من تحت جلبابه المبلول بالعرق، يحتضن سيقان القصب ويسير بها بخفة وسرعة، ليضعها في عربة القصب، لتتوجه في رحلتها الأخيرة إلى شركة السكر.

يقول العم جلال لـ"مبتدا"، إن العمل في حقول القصب، يحتاج إلى الرجال، فمن لا يستطيع الصبر، لن يحصد الرزق، لافتًا إلى أنه يعمل في تحميل قصب السكر منذ أن كان في الـ17 من عمره، من أجل الانفاق على نفسه وأسرته.
يوضح العم جلال، أن هذه المهنة ليست مهنة عادية، قائلا: "ده اختبار في كل يوم الواحد بيقوم من الفجر عشان يمر بيه، ده اختبار للصبر ونعمة الصحة".

ويشير عامل القصب، إلى أن قصص الكفاح اليومية في حقول القصب لا تنتهي، موضحًا أن العمل يبدأ منذ الساعة الرابعة فجرًا ويستمر العمل حتى الساعة 11 صباحًا، فهذا هو الوقت الوحيد الذي نستطيع فيه رفع كميات القصب من الارض، نظرًا لارتفاع درجة الحرارة بشكل يتسبب في تخليف جروح كبيرة على أجسادنا.
ويؤكد العم جلال، أنه على الرغم من صعوبة العمل، إلا أننا لا نريد أن ينتهي موسم قصب السكر، فهذا الموسم رغم مرارته وصعوبته، إلا أنه موسم خير لجميع العمالة اليومية الباحثة عن الرزق، الذين يبحثون بعد هذا الموسم عن أعمال اخرى مثل حصاد القمح أو العمل في زراعة الاراضي الزراعية.

ويتمنى العم جلال، أن يديم الله عليه نعمة الصحة والستر، مشيرًا إلى أنه سعيد بكونه أحد أبناء محافظة قنا الشهير بقصب السكر، هذا المحصول الاستراتيجي الذي يوفر لهم دخلا يعينهم على الحياة.
