البث المباشر الراديو 9090
كنيسة القيامة
قالت الباحثة سلفانا جورج عطا الله، إن كنيسة القيامة بالقدس، قبلة الناظرين من كل أنحاء العالم المسيحى، شيدها الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى على الطراز البازيليكى.

وأكدت دراسة لباحثة الدكتوراه بمعهد الدراسات والبحوث القبطية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، أن كنيسة القيامة ظلت قائمة حوالى 300 عام حتى عام 614م، عندما قام الفرس بتخريبها مع باقى كنائس فلسطين ونهبوا كنوزها وهدموا أعمدتها وأسروا بطريركها حينئذ والكثير من المسيحيين واقتادوهم إلى بابل، مشيرة إلى أن تلك كانت من أعظم النكبات التى حلت بكنيسة القيامة فى التاريخ.

وأضافت أنه بعد دخول المسلمين القدس عام 637م أبقى الخليفة عمر بن الخطاب، على مبانى الكنيسة وأعطى الحرية للمسيحيين، وقالت إن المؤرخ الشهير سعيد بن بطريق، روى أن الخليفة لم يرد أن يصلى فى صحن كنيسة القيامة حتى لا يطمع فيها أحد من المسلمين من بعده واكتفى بالصلاة على درج باب كنيسة قسطنطين، وأعطى البطريرك صك العهد المعروف بالعهدة العمرية على غرار سماحة المسلمين وحفاظهم على آثار ومقدسات من سبقوهم بمنح رهبان دير سانت كاترين قبل ذلك العهدة النبوية.

وأشارت الدراسة إلى كنيسة القيامة باعتبارها مجموع الكنائس التى شيدت فوق القبر الذى دفن فيه السيد المسيح و(الجلجثة) والمعروف بالجمجة فى اللاتينية، موضحة أنه بعد مجمع نيقية 325م أوفد الإمبراطور قسطنطين أمه هيلانة لبناء كنيسة فوق قبر السيد المسيح وذلك عام 326م، وأمر أسقف القدس مكاريوس ببناء 3 كنائس واحدة فوق القبر والأخرى فوق الجلجثة والثالثة فوق مغارة الصليب، وأنه يغطى كل ذلك قبة عظيمة هى التى اقترح أسقف القدس أن تغطى من الفضة الخالصة، وهى التى عرفت بكنيسة القيامة واستغرق بناؤها 6 سنوات واكتملت عام 335م حيث أقيم حفل عظيم لتكريسها حضره أسقف قيصرية يوسابيوس وغيره من الأساقفة والكهنة والشعب.

من جانبه، أوضح خبير الآثار عبدالرحيم ريحان، أنه بعد تدمير الفرس لكنيسة القيامة حاول مودستس، رئيس دير ثيؤدسيوس، بمساعدة بطريرك الإسكندرية البابا يوحنا، إعمارها وجمع التبرعات لإعادة بناء ما تم تخريبه منها، ولكن ما تم إعماره لم يكن مثل سابقه من الناحية المعمارية أو التماثل فى البناء، وقال إن مودستس حاول إضفاء مسحة من الجمال على البناء بما تبقى من آثار البناء البيزنطى، وإن البناء استغرق حوالى 12 عاما وانتهى على الأرجح عام 629م.

وأكد أن من أجمل القباب بالكنائس قبة كنيسة القيامة لما فيها من إبداع معمارى وفنى، وقال إن الأب يسطس الأورشليمى أشار فى كتابه "مدينة الفداء" إلى أن هناك قبتين قبة فى الغرب فوق قبر السيد المسيح وهى الأكبر خالية من الرسوم وتقسم إلى 3 مستويات يحدد كل مستوى إفريز دائرى، ويعلو الإفريز الأول مجموعة من النوافذ المستطيلة ذات عقد نصف دائرى، ثم الإفريز الثانى يعلوه نفس شكل النوافذ ذات العقود نصف الدائرية ولكنها مصمتة ويؤطرها الإفريز الثالث وتعلوها نوافذ صغيرة أيضا، وفى منتصف القبة من أعلى شكل الشمس التى تنشر أشعتها الذهبية، أما القبة الثانية الموجودة فى الشرق فهى الأصغر وتغطى الكنيسة المعروفة نصف الدنيا وهى ذهبية اللون وتحتوى فى منتصفها على رسم للسيد المسيح داخل دائرتين باللونين الأحمر والأزرق ويحمل المسيح بيده اليمنى الكتاب المقدس ويشير بيده الأخرى بالبركة، ثم يحيط بالسيد المسيح التلاميذ والسيدة العذراء والملائكة، وراعى الفنان الدقة وروعة الألوان.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز