سعد الدين إبراهيم
تاريخ سعد الدين إبراهيم ملىء بالشبهات والرقص على جثث شهداء الوطن والانحراف عن المسار الوطنى الواضح، وخلال الفترات الماضية حاول التخفى تحت عباءة ثورة 30 يونيو ببعض العبارات المتلونة وإعلان دعمه للمشروع الوطنى، ولكن كان دائما يفضح نفسه وأكذوبته عند أول غنيمة يتحصل عليها من الخارج ليخرج عن السرب ويعود لفكره الخبيث ويعاود بث السم فى نفوس المصريين.
في بداية الألفية الثانية وخلال حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك دخل فى صدام مع النظام، واعتُقل بتهم تلقى أموال من الخارج، وحُكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة الإساءة لصورة مصر والحصول على أموال من جهات أجنبية دون إذن حكومى، ولكن سريعًا ما دعت منظمة العفو الدولية - آمنستى إنترناشونال - الحكومة المصرية إلى إطلاق سراحه.
لم يكن دفاع المنظمة الحقوقية عن سعد الدين إبراهيم في هذه القضية محض صدفة ولا مجرد تمسك بآليات حقوق الإنسان التى تتشدق بها تلك المنظمات، ولكن دفاعها جاء من منطلق عمل الأخير لصالح أجندات تلك المنظمات وسعيه فى الداخل للترويج لعدد من السياسات والرؤى التى تساهم فى خدمة مصالحها.
وفى أغسطس 2000 وجهت النيابة المصرية لسعد الدين تهمة التجسس لحساب الولايات المتحدة الأمريكية، وكان بالسجن لمدة 25 عامًا مع الأعمال الشاقة وهى مدة العقوبة للتهمة، ولكن تم تبرأته من قبل محكمة النقض من كل ما نسب إليه من تهم.
وواصل إبراهيم مسيرته المعادية للوطن، ففى شهر مارس عام 2016 زار تركيا والتقى خلال الزيارة بعدد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية ومعارضين مقربين منهم على رأسهم أيمن نور، ومنصف المرزوقى، ومحمود حسين أمين عام جماعة الإخوان، وشخصيات أخرى لها أجندات واضحة ضد مصر، والذين سيتبين دعمه لهم خلال السطور القليلة المقبلة.
زيارته لتركيا أثارت الكثير من الأسئلة وتوجيه سهم انتقادات موجعة له خصوصًا وأن جماعة الإخوان التى تم إدراجها جماعة إرهابية كانت تحاول بكل ما أوتيت من قوة قلب نظام الحكم، ولكن سعد الدين لم يلتفت لهذا وتجاهل حالة الغضب الشعبى ضد الجماعة ومضى فى خدمه أهدافه الشخصية مستقويًا بالخارج.
"جماعة الإخوان ليست إرهابية ولا بد من المصالحة معها".. تصريح من بين تصريحات أدلى بها سعد الدين عقب سؤاله عن مصير جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، ويتناسى العميل بأن تلك الجماعة سفكت دماء الآلاف من المصريين وأفسدت الحياة العامة وكادت أن تعصف بالأخضر واليابس لولا تدخل القوات المسلحة وانحيازها للإرادة الشعبية.
تصريحات سعد الدين لاقت حينها موجة غضب عارمة من السياسيين وأعضاء مجلس النواب موجهين له اتهامات بالخيانة والعمالة لصالح الخارج ليدخل عقبها الأول فى شبه عزلة حتى حدثت الطامة الكبرى والمشينة التى قام بها وأحدثت حالة من الغضب الشعبى قبل السياسى..
تجاهل سعد الدين إبراهيم، الأصوات العربية الرسمية والشعبية الرافضة لقرار واشنطن بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيونى، وعداء كل المجتمع الدولى قبل العربى لإسرائيل، وذهب ليحاضر فى ورشة بجامعة "تل أبيب" الإسرائيلية.
تناسى سعد الدين بأن القضية الفلسطينية هى قضية العرب الأولى وقضية مصر على وجه الخصوص، وبدلًا من أن يتطرق خلال ورشة العمل التى شارك فيها عن حق الفلسطينين فى إقامة دولتهم التاريخية على حدود 67 وأحقيتهم فى القدس، ذهب لإلقاء محاضرة بمناسبة مرور 100 عام على ثورة 1919 وما تبعها من ثورات أخرى مرت بها مصر مثل ثورة 23 يوليو وثورات الربيع العربى فى مصر ودول أخرى.
ردود الأفعال على تلك الزيارة لها طابع خاص وتشير إلى أن خيانة إبراهيم لن تمر هذه المرة مرور الكرام، خصوصًا أن عددا من السياسين وأعضاء مجلس النواب طالبوا بتقديمه لمحاكمة عاجلة بتهمة الخيانة العظمى والتطبيع مع العدو الإسرائيلى.
النائب عبد الفتاح محمد، عضو مجلس النواب عن محافظة الاسكندرية كان معبرا عن آراء نواب المجلس بوصفه تلك الزيارة بأنها محاولة واضحة للتطبيع مع الكيان الصهيونى والخروج عن المسار الوطنى للعلاقة التى تربط مصر بإسرائيل، مطالبًا بتحويل سعد لمحاكمة عاجلة بتهمة التطبيع.
فيما وصف النائب عاطف ناصر، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، الزيارة بالخيانة العظمى، قائلًا: "فى الوقت الذى تقف فيه جموع الدول العربية والدولية قاطبة ضد العدو الصهيونى الإسرائيلى ومساعيه للسيطرة على أرض القدس، يذهب هذا "الخائن" لإلقاء محاضرة بجامعتها، قائلًا:" ليس هناك مبرر على الإطلاق للقيام بتلك الزيارة".
وطالب رئيس الهيئة البرلمانية، بسرعة فتح تحقيق عاجل مع سعد الدين إبراهيم، بمجرد أن تطأ قدماه أرض الوطن.