البث المباشر الراديو 9090
السيسى
"مصر أولاً.. تحت حكم السيسى القاهرة تخطو نحو مسار مستقل" هكذا عنونت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية تقريرا لها حول سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى قاد مصر بعيدا عن التحالفات التقليدية، سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى.

ورأت المجلة أن التوجه الجديد الذى يتبناه السيسى، تعود جذوره إلى 2011 التى أطاحت بحكم الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، حيث ظل مطلب المتظاهرون آنذاك استعادة هيبة الدولة وكرامتها على الساحة العالمية مطروحاً طوال فترة المرحلة الانتقالية المضطربة، ما دفع النخبة فى مصر للبحث عن كيفية استعادة استقلالية مصر فى التصرف وتنويع علاقاتها بالخارج.

وقالت المجلة لا ينبغى أن تكون اتجاهات السيسى نحو الاستقلالية مثار دهشة العديد من الدول الإقليمية أو الدولية، فقد كان واضحا أن أحد سمات نظام القاهرة منذ يوليو 2013، هو تشكيل صيغة جديدة للعقيدة المصرية فيما يتعلق بملف السياسة الخارجية، وأن نظام السيسى يقود مصر بعيداً عن التحالفات التقليدية، ويتجه بها نحو مستقبل أكثر استقلالاً ويتضح ذلك من مواقف مصر الخارجية التى تجلت فى:

استقالة الحريرى

استشهدت المجلة الأمريكية فى تقريرها بواقعة استقالة رئيس الوزراء اللبنانى، سعد الحريرى، وأوضحت أنه حين سعى ولى العهد السعودى، محمد بن سلمان، فى نوفمبر الماضى، إلى عزل إيران عن لبنان من خلال إجبار سعد الحريرى على الاستقالة، خلال زيارته للرياض، معتمداً فى هذه الخطوة على دعم الدول السنية الحليفة للمملكة، كانت مصر هى الدولة السنية الوحيدة التى التى رفضت أن تدعم بن سلمان، وبدلاً من أن تؤيد السعودية فى مثل هذه الخطوة باعتبارها حليفا إقليميا، انحازت إلى جهود فرنسا الدبلوماسية للتوسط من أجل إيجاد حل دبلوماسى مناسب، بل واستضافت القاهرة الحريرى ودعمت عودته إلى لبنان كرئيس وزراء، فقد وضعت نصب عينيها الحفاظ على استقرار لبنان وإعلاء قيمة المصالحة القومية، حتى بات الموقف المصرى هو الصوت المعارض الوحيد لمحاولات الرياض فى إعادة ترتيب نظم الشرق الأوسط، ورفض المسار السياسى المتشدد لها فى تنافسها مع إيران.

التحالف الروسى

وألقت المجلة الأمريكية الضوء على الزيارة التى قام بها الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين إلى مصر فى 11 ديسمبر الماضى، وهى الزيارة التى سلطت الضوء على العلاقات الوثيقة بين البلدين، بما فى ذلك الاتفاق المحتمل إبرامه، والذى يسمح للطائرات الحربية الروسية باستخدام القواعد العسكرية المصرية، على الرغم من 4 عقود من الشراكة بين القاهرة وواشنطن، موضحة أن هذه الاستقلالية، التى تتعامل بها القاهرة، ربما تحبط وتغضب الدول المانحة، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن مصر تقبل المساعدات الأجنبية، إلا أنها لا تقبل أى إملاءات من الخارج.

الساحة الداخلية

تقول "فورين أفيرز" إن التوجهات السياسية الخارجية فى مصر بعد عام 2013، كانت نابعة جزئياً من احتياجات أمنية واقتصادية فى الداخل، فضلا عن محاربة الدولة للمتطرفين والتغلب على عجز الميزانية، ولكن على مدار السنوات القليلة الماضية، وبعدما تمكنت مصر من تحقيق استقرار سياسى واقتصادى، تحت حكم السيسى، تحولت هذه الاتجاهات المتفرقة، إلى اتجاهات مستقلة فى السياسة الخارجية، بل ورؤية عالمية متماسكة.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز