البث المباشر الراديو 9090
البابا تواضروس- يصل كاتدرائية ميلاد المسيح
ألقى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كلمة فى قداس عيد الميلاد المجيد، بكاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة، وجاء نص الكلمة.

فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وحبرية قداسة البابا كيرلس، كما لو كان يعيد الرب ذكريات إنشاء كاتدرئية جديد وسيسجل التاريخ - السنكسار. وأشكره لا باسم الأقباط فقط ولكن باسم المصريين، ونحن نشعر بأننا نبدأ عصرًا جديدًا بفكر جديد لبناء مصرنا الحبيبة.

بعد شكر كل المهنئين من أعضاء الحكومة والجيش والنواب ومجلس الشعب والسفارات سواء ببرقيات أو بالاتصال أو بالحضور للتهنئة أو بالحضور للصلاة.

أودّ أن أقدم شكرًا خاصًا للهيئة الهندسية والقوات المسلحة التى تقوم بتنفيذ مشروع الكاتدرائية، كل المهندسين والعمال والفنيين، وهو مجهود وعمل متواصل امتد لأكثر من عام لتنفيذ وعد فخامة الرئيس.

وهى الكاتدرئية التى تحمل اسم ميلاد المسيح، وهى الكاتدرئية الوحيدة التى تحمل هذا الاسم، كما كنيسة المهد فى أورشليم، ولأنه أعلن عنها فى عيد الميلاد، وجاءت من اسم كريسماس. كرست - المسيح وميسى - ميلاد و هو فعل من اللغة المصرية.. وهذا الحدث سيظل محط الأنظار.

أودّ فى البداية إرسال التحية والتهنئة لجميع الأساقفة والكهنة فى أمريكا وكندا وأوربا وأمريكا اللاتينية، وإفريقيا وأورشليم وأستراليا، ونرحب بكل الذين شرفونا.

هذا العيد هو بداية السنة وبداية مفرحة، وعندما نتذكر قصة الميلاد فى قرية صغيرة ليقسم هذا الحدث ما قبل وما بعده وما قبله يسمى عهدًا قديمًا وما بعده زمن جديد. كل عام نأتى ونتقابل وننظر إلى طفل المذود، وهو احتفال نجد أمامه كل الدهشة.

عندما خلق الله حواء وآدم خلقهم أبرار، واختاروا أن يكسروا الوصية، وخرجا من الجنة، وكونوا العالم والشعوب امتلأ العالم بالبشر، والشر وصار العالم ممتلئ بالصراعات، من جريمة وعنف وإرهاب.

ويظل السؤال: ماذا نصنع؟! يوجد صراعات داخل الإنسان وصراعات خارجية. وصارت الصراعات سمة الحياة وأنشأت خطايا جديدة، فما هو العلاج؟!

إذا نظرنا إلى الطفل نجد العلاج فى حالة الطفولة.. تتعجبوا عندما تجدوا آية وَقَالَ: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت 18 : 3).

ماذا كان يقصد؟ حالة الطفولة، إذا رجع العالم إلى صفات الطفولة، يجد حل لجميع لمشكللته وهذه الطفولة تتمثل فى عدة صفات:

1- البساطة: يضحك ويلعب ببساطة وهذه البساطة نجدها فى مجموعة الرعاة، جاءوا إلى المسيح ببساطة، ليس لهم مكان، بملابس بسيطة، وأكل بسيط. إذا أراد الإنسان أن يكون سعيدًا يجب أن يكون بسيطا.

2- الإيمان والتصديق: نجد أليصابات وزكريا الكاهن دون نسل وكان كاهن، وتأخر الله ليعطيهم يوحنا أعظم مواليد النساء والطفل يصدق كل شيء ببراءة شديدة، فينظر إلى أستاذه ووالديه على أنهم يستطيعون أن يفعلوا كل شيء. نحن نبعد عن الإيمان ويضرب العالم الإلحاد ربنا يحفظ مصر، الإيمان يعني وجود الله والمخافة الإلهية.

4- النقاوة: الإنسان ينظر إلى القلب ولكن البشر ينظر إلى الوجه لذلك نظر الله إلى القلب، مثل قلب العذراء مثل قلب بسيط لم يتلوث لأنه مكتوب: "وطُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت 5 : 8).

5- الحكمة: نجدها فى المجوس الذين جاءوا من المشرق وكانوا ملوك جاءوا ليسجدوا أمام الطفل بكل تواضع، وهذه الحكمة موجودة عند الأطفال، فأحيانا نجد عندهم حلول لمشكلات الكبار..!!. جاء المجوس ليقدموا ذهبا ولبانا ومرا، بكل تواضع تحملوا مشاق السفر وجاءوا بكل حكمة ليسجدوا لطفل المذود.

6- الفرح: نجدها فى الملائكة وهم ينشدون فى فرح كما الأطفال الذين يحبون الفرح والغناء وعندما نلعب معهم نجد فرح، ولذلك جاء المثل المصرى "أعز الولد ولد الولد" وهذا هو نداء الطفولة "إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت 18 : 3).

وكما يبدأ الطفل نبدأ فى هذه الكاتدرائية فى مصرنا الحبيبة التى يحيا فيها الجميع، وهى معلمة للعالم أجمع وتحتضن الجميع. ولا أنسى أن أشكر شهداء الوطن. وأعزى المجروحين وليحفظ الله مصر والعالم أجمع، ويسند كل المسؤولين فى مصر لتحمل كل المسؤوليات.

أهنئكم جميعًا بعيد الميلاد المجيد. لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد أمين.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز