
السيسى فى مؤتمر حكاية وطن
أيقظ مشاعر البطولة وداعب الأمجاد وأحيا أمل التغيير فى النفوس، هكذا يرى المتابعون والمحللون لخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس فى مؤتمر "حكاية وطن".
"حكاية وطن".. ملاحم تحدثت عنها شاشة العرض القائمة فى قاعة انعقاد المؤتمر، أفلام تسجيلية باهرة روت منجزات وطموحات وانكسارات وانتصارات الشعب الرابض على عزة، والقابض على تاريخ مجيد، كما أظهرت فى الوقت نفسه تغيرات ملموسة فى علاقة الحاكم بشعبه، "عايزكم قدامى وجنبى مش ورايا"، كانت الرسالة واضحة لمعانى السند والتأييد، بحسب ما رأى محللو الخطاب.
والرسائل التى سبقت كشف حساب الأعمال كانت واضحة بين رئيس حمل الأمانة فى وقت حرج، وبين شعب رأى أن ما فعله السيسى يستحق عرفانا ومساندة، فى فترة كانت مصر فيها على طبق "الجائزة الكبرى" للطامعين، لولا وقفة شديدة الجدية من الجيش والشعب.. كانت الرسالة الأولى واضحة بأن التكليف الذى تحمله السيسى كان صعبا ومرهقا، إذ لم يكن طموحه يتعدى قيادة القوات المسلحة المصرية، بحسب ما صرح فى خطابه.
"بسببكم أنتم، قرار مصر مستقل 100% وسيظل"، بقبضة قوية مضمومة بثقة تشير إلى الوحدة وجه السيسى الرسالة حادة ومدوية وقوية وواضحة، وكانت نبرته بيّنة كاشفة أنه لا استجابة لضغوط لا ترضى المصريين ولا تحترم إرادتهم، هو رئيس يرى أن "معرفة الشعب بمعلومات ما تحقق في عهده تعد أهم ركائز الأمن الوطنى".
ورسالة أن "تأجيل الإصلاح خيانة" كانت تظهر بشدة لجوء الرئيس للشعب، لجوءه للمصريين بقوتهم وصلابة عزيمتهم وجلدهم، رسالة تداعب صبرهم من أجل بلادهم فى انتكاساتها الاقتصادية، الذى لا يقل سهولة عن شجاعتهم وعزتهم فى مواجهة أعداء الوطن، وهو ما روته مشاهد الأفلام التسجيلية التى حملت جميعها شعار "مصر لازم تعيش".. تلك الرسالة الواضحة الشفافة كانت تمثل المصارحة بمعناها العظيم، لا كذب ولا خداع ولا مجاملة أو تجمل فى مصائر الأوطان.. "مصر لن تضيع أبدا، لا معايا ولا مع غيرى".
"شرفتونى وأكرمتونى ورفعتم رأسى".. ذلك أثر تحمل المصريين لتبعات الإجراءات الاقتصادية الصعبة التى جرت فى عهد السيسى على نفسه، رغم ما تردد وقتها بأن مصر "هتولع".. الرئيس كان صريحا في حديثه الشارح: "الدنيا كلها كانت بتقول إن الدنيا هتولع فى مصر، ولكن أنتم كنتم أعظم وأشرف وأكرم.. شرفتونى وعزتونى وأكرمتونى ورفعتوا رأسى أمام الدنيا كلها باللى أنتم عملتوه".
