البث المباشر الراديو 9090
شيخ الأزهر
أصدرت مؤسسة الأزهر الشريف، بيانا ختاميا، في نهاية المؤتمر الذى عقد تحت عنوان "مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس"، واعلنت من خلاله عن مساندة مصر الكاملة لنصرة القدس، والحفاظ على هويته وعروبته، وكيفية التصدى للغطرسة الصهيوينية.

وجاء فى نص البيان: إيمانًا بالمرجعيَة الفِكريَة والرّوحيَة، الذى يتبوؤها الأزهر الشريف فى العالَميْن العربى والإسلامى، وما يَحْظَى به من ثقة وتقديرٍ لَدى مُختلف المرجعيَّات المسيحيَة، بل لَدى أحرار العالَم وعقلائه الصَادِقين، وانطلاقًا من المسؤوليَة الدِّينيَّة والإنسانيَة، التى يضطلع بها، والأمانة التى يحمِلها على عاتقه منذ أحد عشر قرنًا من تاريخه الحافِل بالأمجاد والمواقف.

فإن الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، وتحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وبحضور الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، قد عقد "مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس" بمركز الأزهر للمؤتمرات بالقاهرة، وذلك للتباحث بين قادة الفكر، والرأى، والدين، والسياسة، ومُحِبِّي السَّلام من ستٍ وثمانين دولة من مختلف قارَّات العالم، لبحث آلياتٍ وأساليب جديدة تنتصر لهوية القدس ولكرامة الفلسطينيين، وتحمي أرضهم، وتحفظ عروبة القدس وهويتها الروحية، وتصد الغطرسة الصهيونية، التى تتحدَّى القَرارات الدوليَّة، وتستفزُ مشاعر شُعُوب العالَم، وبخاصة 4 مليارات من المسلمين والمسيحيِّين، للردِّ على قرارات الإدارة الأمريكية، التى تأكَّد انحيازها لكيان الاحتلال الصُّهيونى الغاصِ.

وعلى مدار يومين، وفى الفترة من 29 ربيع الآخر، والأول من جمادى الأولى سنة 1439 هـ المقابلة 17-18 من يناير 2018م، وبعد عدد من الجلسات والمُداولات وورش العمل اتفق المجتمعون على إصدار "إعلان الأزهر العالمى لنصرة القدس" متضمنًا البنود الآتية:

أوَّلًا: يؤكد المؤتمر على وثيقة الأزهر الشريف عن القدس الصادرة فى 20 نوفمبر 2011، والتى شددت على عروبة القدس، وكونها حرمًا إسلاميًّا ومسيحيًا مقدسًا عبر التاريخ.

ثانيًا: التأكيد على أن القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة، والتى يجب العمل الجاد على إعلانها رسميًّا، والاعتراف الدولى بها وقبول عضويتها الفاعلة فى كافة المنظمات والهيئات الدولية، فالقدس ليست فقط مُجرَّد أرض محتلة، أو قضية وطنية فلسطينية، أو قضية قومية عربية، بل هى أكبر من كل ذلك، فهى حرم إسلامى مسيحى مقدس، وقضية عقدية إسلامية ـ مسيحية، وإن المسلمين والمسيحيين وهم يعملون على تحريرها من الاغتصاب الصهيونى الغاشم، فإنما يهدفون إلى تأكيد قداستها، ودفع المجتمع الإنسانى إلى تخليصها من الاحتلال الصهيونى.

ثالثًا: إنَّ عروبةَ القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير وهي ثابتة تاريخيًّا منذ آلاف السنين، ولن تفلح محاولات الصهيونية العالمية، فى تزييف هذه الحقيقة، أو محوها من التاريخ، ومن أذهان العرب والمسلمين وضمائرهم فعروبة القدس ضاربة فى أعماقهم لأكثر من خمسين قرنًا، حيث بناها العرب اليبوسيون فى الألف الرابع قبل الميلاد، أى قبل ظهور اليهودية، التى ظهرت أول ما ظهرت مع شريعة موسى -عليه السلام- بسبعة وعشرين قرنًا، كما أن الوجود العبرانى فى مدينة القدس لم يتعد 415 عامًا، على عهد داود وسليمان -عليهما السلام- فى القرن العاشر قبل الميلاد، وهو وجود طارئ عابر محدود حدث، بعد أن تأسَّست القُدس العربية، ومضى عليها ثلاثون قرنا من التاريخ.

رابعًا: الرفض القاطع لقرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة، والتى لا تعدو بالنسبة للعالم العربى والإسلامى وأحرار العالم، أن تكون حبرًا على ورق، فهى مرفوضة رفضًا قاطعًا، وفاقدة للشرعية التاريخية والقانونية والأخلاقية، التى تلزم الكيان الغاصب، بإنهاء هذا الاحتلال وفقًا لقرارات الأمم المتحدة الصادرة فى هذا الشأن، ويحذِّر المؤتمر ومن ورائه كافة العرب والمسلمين وأحرار العالم فى الشرق والغرب، من أن هذا القرار إذا لم يسارع الذين أصدروه إلى التراجع عنه فورًا فإنه سيغذى التطرف العنيف، وينشره فى العالم كله.
خامسًا: وجوب تسخير كافة الإمكانات الرسمية والشعبية العربية والدولية (الإسلامية، المسيحية، اليهودية) من أجل إنهاء الاحتلال الصهيوني الغاشم الظالم لأرض فلسطين العربية.

سادسًا: يدعو المؤتمر حكومات دول العالم الإسلامى، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامى، والأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدنى، إلى التحرك السريع والجاد، لوقف تنفيذ قرار الإدارة الأمريكية، وخلق رأى عام عالمى مناهض لهذه السياسات الجائرة ضد الحقوق والحريات الإنسانية.

سابعًا: يؤازر المؤتمر صمود الشعب الفلسطينى الباسل، ويدعم انتفاضته فى مواجهة هذه القرارات المتغطرسة بحق القضية الفلسطينية، ومدينة القدس، والمسجد الأقصى المبارك، كما يحيى روح التلاحم الشعبى بين مسلمى القدس ومسيحييهم، ووقوفهم صفًّا واحدًا فى مواجهة هذه القرارات والسياسات والممارسات الظالمة، ونحن نؤكد لهم من هذا المؤتمر أننا معهم ولن نخذلهم، حتى يتحرر القدس الشريف.

ثامنًا: يعتز المؤتمر بالهبَّة القوية، التى قامت بها الشعوب العربيَّة والإسلامية وأحرار العالم، داعيًا إلى مواصلتها للضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن هذا القرار المجافى للشرعية الدولية، كما يحيى المؤتمر الموقف المشرِّف للاتحاد الأوروبى، وكثير من الدول التى رفضت القرار الأمريكى الجائر بحق القدس، وساندت الشعب الفلسطينى.

تاسعًا: يدعم المؤتمر مبادرة الأزهر بتصميم مقرر دراسى عن القدس الشريف، يُدرَّس فى المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، استبقاءً لجذوة قضية القدس فى نفوس النشء والشباب، وترسيخًا لها فى ضمائرهم، مع دعوة القائمين على مؤسسات التعليم فى الدول العربية والإسلامية، وفى سائر بلدان العالم، وكافة الهيئات والمنظمات الفاعلة، إلى تبنى مثل هذه المبادرة.

عاشرًا: يحث المؤتمر عقلاء اليهود أنفسهم للاعتبار بالتاريخ، الذى شهد على اضطهادهم فى كل مكان حلّوا به إلَّا فى ظل حضارة المسلمين، وأن يعملوا على فضح الممارسات الصهيونية المخالفة لتعاليم موسى عليه السلام، التى لم تدع أبدا إلى القتل أو تهجير أصحاب الأرض، أو اغتصاب حقوق الغير وانتهاك حرماته وسلب أرضه ونهب مقدساته.

حادى عشر: يعتمد المؤتمر اقتراح الأزهر أن يكون عام 2018م عامًا للقدس الشريف، ويدعو كل الشعوب بمختلف مرجعياتها وهيئاتها ومؤسساتها إلى تبنِّى هذه المبادرة، خدمة لقضية القدس بمختلف أبعادها.

ثانى عشر: يحث المؤتمر كل الهيئات والمنظمات العالمية، ويدعوها إلى الحفاظ على الوضع القانونى لمدينة القدس، وتأكيد هُويتها، واتخاذ كافة التدابير الكفيلة بحماية الشعب الفلسطينى، وخاصة المرابطين من المقدسيين، ودعم صمودهم، وتنمية مواردهم، وإزالة كل العوائق التى تمنع حقوقهم الآدمية الأساسية، وتحول دون ممارسة شعائرهم الدينية، وذلك لضمان استمرار بقائهم وتجذرهم فى القدس العربية، مع حَضِّ أصحاب القرار السياسي فى العالميْن: العربى والإسلامى على دعم ذلك كله، دون اتخاذ أى إجراء يضر بالقضية الفلسطينية، أو يصب فى التطبيع مع الكيان المحتل الغاصب.

ثالث عشر: تكوين لجنة مشتركة من أبرز الشخصيات والهيئات المشاركة فى هذا المؤتمر، لمتابعة تنفيذ التوصيات على أرض الواقع ومواصلة الجهود فى دعم القضيَّة الفلسطينيَّة، وبخاصةٍ قضيَّة القُدس، وعرضها فى كافة المحافل الدوليَّة الإقليميَّة والعالميَّة.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز