البث المباشر الراديو 9090
النوبة
إن الفرق واضح جلى بين الاستقواء بتراب وطنك، وأن تستقوى بالغريب على تراثك، إن طلب الحق من الراعى يختلف اختلافا أبديا شاملا عن استرضاء "فتوات الشوارع" للسطو عليه..

الحق الوطنى - كأى حق - واضح لكن التهديد بالحصول عليه عبر اللجوء للمنظمات الدولية، يمس بمقدرات مصر وبسيادتها وبقيادتها. وسياسة الخطف والإفشال والتشويه كانت دائما وسائل لعناصر حروب الجيل الرابع، لاستهداف سيادة الدول أو التشكيك فى قدرات الأنظمة، للقفز على الدولة المستهدفة وإفشال مؤسساتها ومن ثم إلقائها فى غياهب مستنقع التشرذم.

الملفات الشائكة هى الهدف دائما أمام تلك العناصر لتأليب الناس أو خداعهم، والحقوق النوبية إحدى تلك القضايا، فالتاريخ يوثق ولا ينكر ما تحمله المصريين فى النوبة عبر التاريخ وما بذلوه من جهد ووطنية، فاللهجة النوبية مثلا كانت أحد الشفرات السرية التى استخدمت فى حرب أكتوبر 1973، كما قدمت النوبة المصرية العديد من قيادات الدولة المصرية ومنهم المشير محمد حسين طنطاوى، كما ساهم الفن النوبى فى إثراء التراث الفنى والثقافى طوال التاريخ المصرى وعلى مدار سبعة آلاف سنة، لكن بقيت الدعاوى المغرضة خلفها لتصنع منها مسمارا يهدد صدر الأمة المصرية.

الدعوة لتدويل قضية النوبة بدأها محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى الثانى من يناير 2011، فى اجتماع مع نشطاء من النوبة فى منزله بمزرعة جرانة، التوقيت كان قبل اندلاع أحداث يناير يناير بثلاثة وعشرين يومًا، وبدأت بعدها الحرب بدقة وعنف فى الآن ذاته.

بدأت بعدها مباشرة حملات جمع توكيلات من مواطنى النوبة لمحامى دانماركى دولى هو "كريستيان هارلنج" من أجل تقديم شكاوى ضد مصر فى المنظمات الإقليمية والدولية. ليظهر اسم المحامى هانى يوسف حسن بهلول المشهور دوليا بهانى بهلول، ليقابل بعدها أحمد أبو السعود حمتة المحامى الدولى تضامنا مع قضية "البهلول".

المحامى يتخذ من مكتب استشارات قانونية مأوى له، لكنه دأب مع ذلك على الترتيب لسعيه بخطوات ربما هى مرسومة له من آخرين، ففى نوفمبر 2016 أجرى حوارا صحفيا مع موقع ميدل إيست تحت عنوان "النوبيين فى مصر.. نحن نريد استعادة وطننا"، لوح فيه بإجراءات حكومية زعم أنها تنتقص من حقوق النوبيين، وفى يناير 2017 اصطحب الأمريكية إيمى هاوستن، الأستاذة بالجامعة الأمريكية فى القاهرة لزيارة قرى توشكى والسيالة والبلانة بمرز نصر النوبة بأسوان لإجراء بحث اجتماعى حول العمل العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية ولقائها ببعض العناصر الإثارية النوبية أبرزهم الإثارية وفاء عبدالقوى على محمد، وشهرتها وفاء عشرى.

المحامى البهلول سعى للتواصل مع السودانى خالد جريس، وشهرته تانوت خاتون، وهو أحد النوبيين المقيمين فى السودان وله علاقات بأعضاء الكونجرس الأمريكى، لإطلاعه على ما تقدم فيه من سعى ليدول القضية عبر عرضها على أعضاء من الكونجرس، كما رصد تلقيه تمويلات من منظمات أجنبية باسم مركز حدود للدعم والاستشارات القانونية عبر أحد البنوك فى أسوان.

بدوره ظهر الإثارى النوبى حمدى سليمان محمود، ليجرى حوارا بقناة الشرق الإخوانية فى مارس الجارى زعم خلاله سعى الدولة إلى طمس الهوية النوبية والعمل على اندثار ال تراث النوبى واتهم الأجهزة الأجهزة الأمنية بخلاف الحقيقة بالقبض على 25 من العناصر الإثارية فى النوبة خلال احتفالهم بالعيد، وهاجم النائبين ياسين عبدالصبور وعمرو أبو اليزيد بسبب تنظيمهم مؤتمرات داعمة للرئيس عبدالفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة التى جرت هذا الشهر.

ظهور هؤلاء ليس مستغربا الآن، فى ظل دولة مصرية انتخبت رئيسها فى اقتراع حر مباشر، لكن ما لن يستغربه أحد أن دعواتهم ستذهب أدراج الرياح، ويبقى أن تقارن الدول بين ما يحاول هؤلاء فعله وما ارتكبه نظرائهم من النشطاء العراقيين والسوريين والليبيين واليمنيين الذين أوقعوا بلادهم فى براثن الفشل، تحت مسميات حقوق الأقليات والمواطنة والحريات الدينية فانتهى الحال إلى كارثة مرئية وما خفى منها كان أعظم.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز