البث المباشر الراديو 9090
السيسى
اعتبرت لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام مؤتمر القمة العربية بمدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، أكدت مواقف مصر الثابتة إزاء القضايا والأزمات العربية المختلفة.

وأشارت اللجنة، خلال اجتماعها الاثنين، إلى أن حديث الرئيس عن الأمن القومى العربى فى هذه المرحلة والتحديات التى يواجهها وأهمية استعادة الحد الأدنى من التنسيق لإنقاذ الوضع العربى جاء فى وقته تماما مع إشارته لما سبق أن طرحته مصر من مبادرات لبناء استراتيجية فعالة وشاملة للأمن القومى العربى وتوفير مقومات الدفاع الفعال ضد أى اعتداء أو محاولة للتدخل فى شئونها، وإمكانية التوصل لذلك إذا توافرت الإرادة السياسية الجماعية.

واعتبرت اللجنة أن ما طرحه الرئيس السيسى لا سيما بشأن الأمن القومى العربى وأهمية وجود الاستراتيجية الشاملة لمواجهة التهديدات الوجودية للدولة الوطنية فى المنطقة، أمر جوهرى ويحتاج إلى توافق وتوافر إرادات سياسية جماعية.

ولفتت اللجنة إلى تأكيد السيسى فى كلمته على القرار الدولى الذى شاركت مصر فى إعداده وأقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 128 دولة، على أن الحق العربى فى القدس، حق ثابت وأصيل كما وأن العرب مازالوا متمسكين بخيار السلام كخيار استراتيجى وحيد.

كما نوهت اللجنة بتأكيد الرئيس السيسى على أنه لا يجب السماح باستمرار الانقسام الفلسطينى، وأن مصر تعمل بكل دأب مع الأشقاء الفلسطينيين لطى هذه الصفحة ورأب الصدع، إلى جانب تعبيره عن الارتياح لقرار القمة بتطوير المنظومة العربية الشاملة لمكافحة الإرهاب، مؤكدًا على الجهود الجبارة التى يقوم بها جيش وشرطة مصر فى معركة الحياة والشرف سيناء 2018.

وأشادت اللجنة بدعوة الرئيس السيسى لمن يصرون على الوقوف فى الجانب الخاطئ من التاريخ أن يعودوا إلى جادة الصواب والتوقف نهائيًا عن رعاية الإرهاب ودعمه، إلى جانب تأكيده أن مصر مستمرة فى دعم جهود الحفاظ على وحدة ليبيا واستعادة مؤسسات الدولة فيها ودور الدولة الوطنية، وكذا ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة وعروبة اليمن ودعم الشرعية، وأن الحل السياسى هناك يجب أن يكون حلا يمنيًا خالصًا وأن مصر لن تقبل بقيام عناصر يمنية بقصف الأراضى السعودية بالصواريخ باعتباره تهديدا للأمن القومى العربى.


كما أثنت اللجنة على حديث الرئيس السيسى عن الشأن السورى، وتأكيده على أن الحل السياسى هو الخيار الوحيد لحل الأزمة، مع رفض قاطع لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا وضرورة إجراء تحقيق دولى شفاف، وأن يكون السوريون أنفسهم والعرب شركاء أساسيين فى جهود السلام بسوريا.

كما أشادت اللجنة بحديث الرئيس السيسي عن أن هناك دولا عربية تواجه - لأول مرة منذ تأسيسها - تهديدًا وجوديًا حقيقيًا ومحاولات ممنهجة لإسقاط الدولة الوطنية لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية، إلى جانب تطرقه للتدخلات الإقليمية سواء فى احتلال تركيا لأجزاء من سوريا والعراق أو محاولات إيران زعزعة الاستقرار فى المنطقة وبناء مناطق نفوذ بها باستغلال قوى محلية تابعة له.

وأشارت اللجنة إلى أن الرئيس السيسى أوضح - بكل الصراحة - أن هناك من الأشقاء من تورط فى التآمر مع هذه الأطراف الإقليمية فى دعم وتمويل التنظيمات الطائفية والإرهابية.

وأكدت اللجنة أن انعقاد القمة العربية والحضور المكثف من القادة العرب هو أمر بالغ الأهمية فى هذا التوقيت للحفاظ على الصوت والهوية والثقل العربى، وأن القضية الفلسطينية عادت بقوة لتتصدر المشهد العربى سواء بالتأكيد على حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ورفض القرار الأمريكى الجائر بنقل السفارة للقدس مع التأكيد على عروبتها، وعلى أهمية إتمام المصالحة أو التحرك نحو إنهاء المصالحة الفلسطينية كخطوة أولى فى طريق الوصول إلى مفاوضات السلام.
واعتبرت اللجنة أن القرارات التى صدرت عن القمة العربية، فى بيانها الختامى، تناولت كافة القضايا والأزمات الرئيسية الموجودة بالوطن العربى، مطالبة بضرورة متابعة تنفيذ تلك القرارات واستخدام كافة الآليات السياسية والدبلوماسية لتحقيقها.

ولفتت اللجنة إلى أن تواجد ممثلى المنظمات الدولية والقارية والدينية فى الاجتماع وتأكيدهم التضامن مع القمة فى الكثير من القضايا يعد أمرا إيجابيا، مشيرة إلى أن الرسائل التى وصلت للقمة من الرئيسين الروسى والفرنسى لتأكيد الدعم وطلب التعاون مع العرب أمر هام يمكن البناء عليه واستثماره لصالح القضايا العربية.

واعتبرت اللجنة أن مؤتمر القمة العربية انعقد وسط أحداث وتحديات بالغة الصعوبة والتعقيد عربيًا وإقليميًا ودوليًا وتهديدات غير مسبوقة للأمن القومى العربى ما بين الإرهاب والتدخلات الأجنبية والإقليمية والدولية، وبين النزاعات المسلحة والصراعات الدموية فى العديد من الدول العربية والقتل والتشريد والتهجير، والمجاعات والأوبئة للعديد من الشعوب العربية.

وأشارت اللجنة إلى أنه فى ظل كل ذلك جاء إطلاق مسمى (قمة القدس) على هذه القمة ليمثل رسالة قوية وواضحة للعالم أجمع بأن العرب لن يتخلوا عن عروبة القدس وحمايتها وأن القدس الشرقية هى العاصمة المستقبلية لدولة فلسطين.

ونوهت اللجنة بكلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والتى لفت فيها إلى أن تآكل الحضور العربى الجماعى فى معالجة الأزمات هو ما يغرى الآخرين بالتدخل فى شئوننا والعبث بمقدراتنا.

ولفتت اللجنة إلى تصريح الأمين العام للجامعة العربية حول إجراء مناقشة معمقة مع الدول الأعضاء حول الأولويات الكبرى للأمن القومى العربى، تأكيدًا على هذا المعنى وصولا لضبط إيقاع التحرك الجماعى العربى.

ورأت اللجنة أن نتائج القمة العربية لن تتوقف على البيان الصادر عنها أو القرارات المتخذة فيها وإنما هى قاعدة للانطلاق منها إلى آفاق أرحب وتوافق مثمر حول مجمل الأوضاع، وصولا للحلول التى تحفظ للأمة العربية كيانها وتحقيق آمال شعوبها، فضلا عن أن اللقاءات الثنائية للرئيس السيسى ببعض القادة العرب كانت إحدى أهم الإيجابيات التى تمخض عنها هذا المؤتمر.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز