البث المباشر الراديو 9090
عم يحيى يتحدث لمبتدا
على الرغم من ظهور عديد من التطورات لشكل المكواة، لم تستطع التكنولوجيا الحديثة أن تجعله يتخلى عن مهنته التى يعمل بها منذ 35 عامًا

أمام اللوح الخشبى تجد "عم يحيى" فى محل بمنطقة الكسرة بمحافظة السويس يضع الملابس المختلفة التى يريد كيَّها منتظرًا أن تسخن المكواة الحديد، والمعروفة بالـ"مكواة الزهر"، نظرًا لصنعها من مادة الزهر شبيهة الحديد وعقب الانتهاء يضع الملابس التى تم كيها فى شماعة عبارة عن مسامير.

"مبتدا" التقى مع يحيى جميل خاطر، والذى يبلغ من العمر 57 عامًا، إذ قال لنا: "والد أحد أصدقائى كان لديه محل مكواة وكان زميلى يساعد والده وقتها وعرض علىَّ تعلم المهنة والعمل معهم".

أضاف: "تعلمت المكواة الحديد فى فترة صغيرة، وكان سنى وقتها لم يتجاوز 14 عامًا، وبعدها كنت أحد العمال الأساسين الذى يعتمد عليهم والد زميلى داخل المحل، إلى أن تركتها عند دخولى فترة التجنيد".

يستكمل عم يحيى حديثه، قائلًا: "عقب الانتهاء من فترة التجنيد عملت فى شركة السماد، ولكنى لم أستغنِ عن المكواة، وظللت أعمل مكوجى خلال فترة المساء ثم تركت العمل بالشركة وخرجت معاش مبكر لأتفرغ للعمل بتلك الحرفة فقط".

وتابع: "علمت عيالى الخمسة عن طريق العمل فى هذه المهنة، وكلهم خريجين جامعات.. باجى من بعد الظهر لحد بليل"، مستطردًا: "هناك بعض الناس يتجهون إلى المكواة البخار، إلا أن هناك من الناس من يقدر قيمة المكواة الزهر لحد آخر العمر، لأنها تحافظ على الملابس أفضل من الكهرباء".

وأضاف عم يحيى: "زمان كان المكواة بربع جنيه فى الشهر.. دلوقتى مكواة القميص بـ 4 جنيهات.. فى التسعنيات كانت مكواة الزهر بنظام الاشتراك الشهرى بمبلغ ربع جنيه"، وأرجع سبب غلاء ثمن كى الملابس إلى ارتفاع سعر أنبوبة البوتاجاز، والتى لا تكفيه إلا يومين".

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز