خالد الجندى و رمضان عبد المعز
ذكر الشيخ خالد الجندى أن أول نداء للمؤمنين جاء بهذه الآية الكريمة، وهى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)".
وقال الشيخ خالد الجندى إن راعنا تعنى بالعربية كما نقول بالعامية: "خد بالك منى"، أو "ركز معانا"، فكانت كلمة عادية، عند العرب.
وتابع فضيلته: إنها عند اليهود تعنى السب القبيح، فقالوا فيما بينهم أنهم كانوا يسبون بداخل أنفسهم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، لكن بما أن العرب يقولون له "راعنا"، فتكون فرصة لهم ليسبونه علنًا.
وأكمل قائلًا إن "راعنا" تعنى عند اليهود الأرعن، والمتهور، وحين قالوها للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، كانوا يقصدون منها إساءة أخرى وهى أنهم يعتبرون هذه الكلمة إسقاطًا للتحقير من مهنة راعى الأغنام، فمعناها أنهم يقولون له يا راعى الغنم الذى كنا نمتلك"، ووصف هذا التصرف بأنه مجرد من الأدب كما أنه إسفاف وتطاول على رسولنا الكريم.
وأضاف الجندى أن ذات مرة قد دخل اليهود على مكان به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوها له راعنا وضحكوا، ففطن لها رجل وكان عارفًا بلغة اليهود من تجارتهم معه، وهو الصحابى سيد الخزرج سعد بن عبادة رضى الله عنه، أنهم يقصدون سبه، فقال لهم: "يا أعداء الله، عليكم لعنة الله، والذي نفس محمد بيده، لئن سمعتها من رجل منكم لأضربن عنقه، فقالوا: ألستم تقولونها له"؟ ولذا نزلت هذه الآية الكريمة.
وأردف الشيخ الجليل قائلًا إن الله سبحانه وتعالى قد أبدل هذه الكلمة "راعنا" بـ"انظرنا"، والتى تحمل أيضًا معنى "اسمعنى" "خليك معايا" "اهتم بى".