وزير الأوقاف
وقال الوزير، فى خطبة الجمعة اليوم بمسجد الرحمة بمنطقة الجبيل بمدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، إن القرآن القرآن الكريم أشار فى مواطن عدة لهذه المعية العظيمة التى نالها صفوة الله من خلقه، قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ "، وقال سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ".
وبين الوزير، أنه إذا كان الله معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك ومن معك، قال تعالى: "أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ"، وعندما تكلم الحق سبحانه عن معيته مع نبيين كريمين من أنبيائه، سيدنا موسى، وسيدنا هارون عليهما السلام، قال سبحانه: "اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِى وَلَا تَنِيَا فِى ذِكْرِى اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِى مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى".
وهى المعية التى تحدث عنها موسى "عليه السلام" حين ظن قومه أن فرعون وجنوده قد يدركونهم، وأنه لا نجاة لهم من سطوته، فالبحر أمامهم، وفرعون وجنوده خلفهم، فقالوا: "إِنَّا لَمُدْرَكُونَ"، فأجاب سيدنا موسى "عليه السلام" بيقين الواثق فى معية ربه وتأييده ونصره: "قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِى رَبِّى سَيَهْدِينِ".
وأشار إلى أن معية الله مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال سبحانه: "وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِى ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ"، ويقول سبحانه: "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا".
وتابع، "أى شيء أعظم من أن تكون بعين الله يحرسك ويكلؤك ويرعاك، ويقول سبحانه: "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ” فماذا عليك بعد أن تكون مع من يقول للشيئ كن فيكون".
وأكد جمعة، أن هذه سنة الله مع عباده المؤمنين إلى أن تقوم الساعة ، فهو سبحانه لن يخذل عباده المؤمنين أبدًا فهو القائل: "وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ".
ويقول سبحانه: "فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ"، وكان حديث المؤمنين يوم الأحزاب فى ثبات ويقين: "وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا".
كما أوضح أن التقوى تجلب معية الله سبحانه حيث يقول تعالي: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"، ويقول سبحانه : "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً"، ويقول تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً"، ومستشهدا بقول الشاعر :وإذا العناية لاحظتك عيونها.. نم فالمخاوف كلهن أمان
كما بيّن أن الإنسان يحظى بالدخول فى معية الله بذكر الله تعالى، حيث يقول سبحانه: "فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِى وَلَا تَكْفُرُونِ".
وأكد، أن من أراد أن يتصل بالله فعليه بكثرة السجود فعن رَبِيعَة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِى رضى الله عنه قَالَ: "كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ ، فَقَالَ لِى : سَلْ ، فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِى الْجَنَّةِ، قَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: فَأَعِنِّى عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ".