الرئيس عبد الفتاح السيسى
وأضاف فضيلته فى ندوة عقدتها وكالة أنباء الشرق الأوسط تحت عنوان: "فى مواجهة محاولات هدم الدولة" أن الرئيس عبد الفتاح السيسى رفع منذ أول يوم لتحمله مسئولية وأمانة قيادة الوطن العزيز فى ظل ظروف عصيبة لا تخفى على أحد شعارَ العمل والجد والاجتهاد؛ للخروج من حالة العشوائية والمحسوبية والفقر والعوز، والنهوض بمصر إلى المستوى الحضارى والعلمى والتقنى الذى يليق بها، وإلى إقامة دولة القانون كما ينبغى أن تكون.
وأشار فضيلة المفتى فى كلمته إلى أن أقصى طموحاتنا فى تلك الفترة كانت أن نخرج من مرحلة الاضطرابات والفتن والقلاقل التى تهدد البلاد إلى مرحلة الهدوء والاستقرار، ولكن الرئيس بنظره الثاقب ورؤيته البعيدة الطموحة الشاملة للمتغيرات والظروف العالمية، كان يدرك تمام الإدراك تلك التحديات والمؤامرات الخفية التى تدبر لمصر والتى يجب علينا أن نواجهها ولا نقنع بمجرد الانكماش والكمون فى عالم لا يحترم إلا الأقوياء، فالعالم من حولنا بتقلباته وصراعاته ومتغيراته لن يقنع من مصر إلا أن تكون قوية عفية حتى تعيش وتحيا فى سلام وأمان، وحتى تحمى شعبها وأرضها من كل عدوان أو ظلم.
وأوضح فضيلته أن السيسى قاد بكل قوة وعزيمة وإخلاص قاطرة التغيير والإصلاح والتحديث والتطوير فى كافة المجالات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والخدمية، حتى لم يترك مجالًا من المجالات إلا وأطلق فيه يد الإصلاح والتطوير والتحديث، وقد بارك الله فى كل الجهود الوطنية التى بذلها، فآتت أكلها بإذن ربها بشكل أدهش العالم، وجعل العالم من حولنا يعيد حساباته تجاه مصر ويعمل لها ألف حساب، وأعاد للأذهان عظمة المصريين وقوتهم وبأسهم وقدرتهم على الإنجاز والتشييد والبناء.
كما وجه رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى قال فيها: "سر على بركة الله، والله حسيبك وكافيك وناصرك، والشعب المصرى بقلبه وعزمه وحبه لوطنه كله جنودك، وإن الله تعالى ناصرك، وإن النصر مع الصبر، وإن مع العسر يسرًا".
وحول محاولات قوى الشر السعى لزعزعة أمن واستقرار الوطن قال مفتى الجمهورية: "من الطبيعى جدًّا أن تقف خفافيش الظلام من قوى الشر والإرهاب فى الداخل والخارج ومَن وراءهم مِن القوى الدولية الغاشمة المتآمرة فى وجه كل هذه الإنجازات بالإنكار تارة وبالتشويه والتحقير تارات وتارات، حتى يوقفوا مسيرة البناء والتعمير، ويكملوا مخططهم الخبيث فى محاولة هدم الدولة المصرية والعمل على تعطيل مسيرتها نحو التقدم والحضارة التى تسعى إليها مصر الحبيبة".
وأضاف فضيلته أن ما تواجهه مصر الآن هو معركة شرسة بنمط جديد تُستعمل فيها أقذر المخططات وأفتك الأسلحة التى تستهدف فى النهاية تفكيك وحدة الوطن، وإضعاف قوته، وتقسيم شعبه إلى فرق وطوائف متناحرة باسم الدين، فإذا ضعفت مصر أو انهارت انهار مِن حولها الوطنُ العربيُّ كله، وتم تنفيذ مخطط التقسيم بأسرع ما يكون.
ولفت فضيلة المفتى النظر إلى أننا إذا نظرنا إلى هذه الأسلحة المدمرة رأينا أن أخطرها على الإطلاق تلك المفاهيم الدينية الخاطئة التى بثتها جماعة الإخوان الإرهابية عبر السنوات الماضية، وتلك المفاهيم تحمل فى طياتها تكفير الحكام والمجتمع والجيش والشرطة والقضاة، أى إن هذا المجتمع فى نظرهم مجتمع كافر لا يطبق شرع الله وإن صلى وصام وقرأ القرآن.
وأوضح أن دار الإفتاء المصرية قد استجابت لواجب الوقت بالتصدى لتلك المجموعات الإرهابية، وأطلقت عددًا من المشروعات والمبادرات الطموحة الكبيرة التى وَجهت للتطرف والإرهاب ضرباتٍ قويةً مؤلمة سببت لقنوات الإخوان كثيرًا من الإزعاج، فباتت دار الإفتاء ومشروعاتها وعلماؤها هدفًا للتشويه والمحاربة المستمرة من قِبَل قنوات جماعة الإخوان الإرهابية.
وتابع مفتى الجمهورية فى كلمته: "من أخطر الأسلحة المدمرة التى تستعملها تلك الجماعات الظلامية لهدم الدولة المصرية، الإعلام المموَّل الموجَّه العميل، الذى يعمل على تشويه الحقيقة، وتسويد الواقع وإثارة الفتن والقلاقل، ويعمل أيضًا على تشويه الدولة المصرية ومؤسساتها التى تقف بكل وطنية خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذا الخطر الإعلامى لا بد أن يواجه بإعلام وطنى قوى يؤمن بقضايا الوطن ولا يتأخر عن مؤسسات الدولة فى كل مناسبة للدفاع عن نفسها. ونحن نثمن الرسالة الإعلامية الوطنية والجهود الطيبة التى تقوم بها مؤسساتنا الإعلامية وفِى مقدمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط".
وأضاف فضيلته أننا بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود فى كافة الوسائل الإعلامية المسموعة والمقروءة والمشاهدة ووسائل التواصل الاجتماعي، وهى أخطرها على الإطلاق حتى تصل الصورة الصحيحة إلى كل إنسان مصري، بل وعربي، وأن نواجه الشائعات والأكاذيب التى تبثها تلك القنوات فى نفس الوقت والساعة، بل واللحظة، حتى لا نترك عقول شبابنا وأبنائنا فريسة للشائعات والأكاذيب.
وأشار إلى أن الإعلام، وإن كان فى نفسه وسيلة، لكنه وسيلة فاعلة ومؤثرة، وهو الذى يحمل إلى الناس مفاهيم الحق والخير والعدل، كما هى رسالة إعلامنا الوطني، أو يكون سببًا فى بث الأكاذيب والفتن والشائعات، كما تفعل قنوات ومواقع جماعة الإخوان الإرهابية ومن لفَّ لفها وسلك سبيلها المعوج؛ لذلك لا بد أن نهتم بالإعلام وبالرسالة الإعلامية فى حربنا ضد الإرهاب، وفى التفاف الشعب حول قضايا الوطن كذلك.
وقال فضيلة المفتي: "فى اعتقادي… الخطر الذى تواجهه مصر يحتاج فى مواجهته والقضاء عليه إلى عقول يقظة لا تغرها الشائعات والأكاذيب، وإلى ضمائر حية لا تخون وطنها ولا تغرى بالمال الحرام مهما كان، وإلى سواعد فتية قوية تبنى وتشيد وتدافع وتقاتل من أجل بقاء هذا الوطن، وأهم من ذلك، ومن قبل ذلك كله تحتاج إلى اتحاد واجتماع وتكاتف من أجل مواجهة الخطر الداهم الذى يواجهنا جميعًا، قال تعالى: {إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص}، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية»".
وأضاف: نحن نعلم أن فى الاجتماع قوة، وفى الفرقة ضعف وهوان وهزيمة، وهذا ما تعمل عليه ليلَ نهارَ قوى الظلام الإرهابية، فهى تريد أن تفرق كلمتنا وتشتت وحدتنا، فتعمل أولًا على التفريق بين الشعب وحاكمه ورئيسه وقائد جيشه وحامى مسيرته، ومن وراء ذلك أمور عظام لا تخفى على كل وطنى حر شريف.
ووجه مفتى الجمهورية فى ختام كلمته رسالةً إلى الشعب المصري، حثَّهم فيها على ضرورة أن يتكاتف الشعب جميعًا وأن يقفوا صفًّا واحدًا خلف الوطن وقائد الوطن، نفدى بلادنا بالروح والدم والنفس والمال، ولا نسمح لأية قوى مخربة أن تفت فى عزمنا أو تفرق وحدتنا.