البث المباشر الراديو 9090
وزير الأوقاف
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم، خطبة الجمعة بمسجد "التقوى" بقرية زاوية شوشة مسقط رأس فضيلة المفتى الدكتور شوقى علام، بمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة.

جاء ذلك بحضور هشام آمنة محافظ البحيرة، وفضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، مع الأخذ بالإجراءات الوقائية والاحترازية، ومراعاة البعد الاجتماعى.

وفى بداية خطبته أكد جمعة، أن الصدق محمدة ومنجاة وأن الكذب منقصة ومهلكة ، مصداقًا لقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) : "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا”، وهذا ما نشاهده من جماعات الفتنة وأبواق الضلال الذين لا همّ لهم إلا الكذب والافتراء وبث الشائعات ، ونحن على ثقة أن الله (عز وجل) سيرد كيدهم فى نحورهم؛ لأن الله يقول: ”إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ”، ويقول سبحانه : ” إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ".

وأوضح أنه ليس شرطًا أن تكون كذابًا بل يكفيك من الإثم أن تنقل كل ما تسمع دون تحقق، أو تنقل، أو تشارك عبر مواقع التواصل الاجتماعى ما تجده على صفحات الآخرين دون تحقق ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “كفى بالمرء كذبًا أن يحدثَ بكل ما سمع”، مؤكدًا أن الإيمان والكذب لا يجتمعان ، وأن الكذب من صفات النفاق ، وفى ذلك يقول نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم ): ” آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان” .

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف


كما أشار إلى أن الصدق فى الأقوال يتبعه الصدق فى الأفعال، وأن الصدق من خصائص وصفات الإيمان ، قال تعالى ” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” ، ومن الصدق فى الأفعال والأقوال موقف الأعرابى الذى جاء إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) فآمَنَ بِهِ واتَّبعَهُ وقالَ: أُهاجرُ معَكَ فأوصى بِهِ النَّبيُّ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) بعضَ أصحابِهِ فلمَّا كان يوم من الأيام التى لاقى رسول الله أعداء الله ، غنِمَ رسولُ اللَّهِ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) فيها أشياءَ ، فقَسَّمَ وقسمَ لَهُ فأعطَى أصحابَهُ ما قَسَمَ لَهُ وَكانَ يرعى ظَهْرَهُم . فلمَّا جاءَ دفَعوا إليهِ فقالَ: ما هذا ؟ قالوا: قَسْمٌ قَسمَهُ لَكَ رسولُ اللَّهِ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ).

وتابع: فأخذَهُ فجاءَ بِهِ النَّبيَّ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) فقالَ: يا مُحمَّدُ ، ما هذا ؟ قالَ: قَسمتُهُ لَكَ. قالَ: ما على هذا اتَّبعتُكَ ، ولَكِنِّى اتَّبعتُكَ على أن أُرمَى هاهُنا وأشارَ إلى حلقِهِ بسَهْمٍ فأموتَ وأدخلَ الجنَّةَ. فقالَ: إن تَصدُقِ اللَّهَ يَصدُقْكَ فلبثوا قليلًا ، ثمَّ نَهَضوا إلى العدوِّ، فأتى بِهِ النَّبيُّ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) يُحمَلُ ، قد أصابَهُ سَهْمٌ حيثُ أشارَ، فقالَ النَّبيُّ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ): أَهوَ هوَ ؟ قالوا: نعَم قالَ: صدقَ اللَّهَ فصدقَهُ ، وَكَفَّنَهُ النَّبيُّ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) فى جُبَّةٍ ، ثمَّ قدَّمَهُ فصلَّى عليهِ ، فَكانَ مِمَّا ظَهَرَ مِن صلاتِهِ عليهِ: اللَّهمَّ إنَّ هذا عَبدُكَ، خرجَ مُهاجرًا فى سبيلِكَ ، فقُتلَ شَهيدًا، أَنا شَهيدٌ علَيهِ”.

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

وفى ختام خطبته أكد أن مصر دولة تبنى وتعمر، وفى كل يوم نمر على ما تبنيه من الطرق والإسكان ودور العبادة، ونحن الآن فى محافظة البحيرة لافتتاح 29 مسجدًا بتكلفة تزيد على 50 مليونا من الجنيهات، موضحًا أن ديننا دين بناء، والحضارة الإسلامية حضارة عمران، كما أن الصدق فى كل شيء سبيل البركة فى كل شيء، وأن الكذب يمحقها، وفى ذلك يقول (صلى الله عليه وسلم) : ”البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما فى بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما”.

وأكد أن الصدق مع الأوطان ليس كلاما ولا شعارات، وإنما عطاء وبناء، وحفاظ على البلدان، وأن نقف بقوة فى وجه دعاة الفوضى والتخريب، وكشف ما يقومون به من فساد وإفساد، وألا نقف من قضايا الوطن موقفًا سلبيًا.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز