إدمان مشاهد الأطفال للتلفزيون
ومع اقتراب إجازة منتصف العام الدراسى، قد يتوافر لدى الأطفال المزيد من أوقات الفراغ، التى ترتبط عادة بالرغبة فى قضاء وقت أطول فى مشاهدة التلفزيون، الأمر الذى يجد فيه الأهل أحيانًا خيارًا أسهل لإشغال الطفل ليتمكنوا من ممارسة مهام أعمالهم أو قضاء وقت هادىء داخل المنزل فى وجود الأطفال.
ويُحذر الأطباء من خطورة مشاهدة التليفزيون للأطفال دون عمر العامين، وكذلك استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة كأجهزة الكمبيوتر اللوحية أو الهواتف الذكية لما لها من تأثيرات سلبية عليهم، وينصحون بعدم ترك الأطفال فوق عمر العامين لفترات طويلة أمام التليفزيون.
والسؤال هنا، ماهى المخاطر التى من الممكن أن تتسببب مشاهدة التليفزيون لفترات طويلة فيها بالنسبة للأطفال؟
يقول خُبراء، إن أول ما قد يُصاب به الطفل جرّاء الجلوس أمام التليفزيون لوقت طويل هو السمنة، التى تنتج رُبما عن فتح شهية الطفل لأنواع الطعام التى يُعلن عنها خلال فواصل برامج الأطفال أو أفلام الكارتون، والتى عادة لا تكون مُفيدة صحيًا.
كما أن السماح للطفل بتناول طعامه أمام التليفزيون لمُتابعة فيلم الكارتون المفضل لديه، يتسبب فى عدم المضغ الجيد للطعام مما يتسبب فى مشكلات تتعلق بسوء الهضم والسمنة، نظرًا لانشغالة بالتلفزيون وعدم التركيز فى الطعام المقدم له.
وقد تتسبب متابعة التليفزيون لاكتساب عادات سيئة كالعنف، أو الميل للعزلة وهى أمور خطيرة تنعكس بشكل سيء على الصحة النفسية للطفل، كما أن انشغال الأبوين عن متابعة المحتوى الذى يتعرض له الطفل أثناء مشاهدة التلفزيون قد يكون سبباً فى اكتساب عادات سيئة غير مرغوب فيها.
كما أن العنف فى أفلام الكارتون قد يتسبب فى عدم قدرة الطفل على النوم المنتظم نظراً لما قد امتلأت به مخيلته من مشاهدة تنعكس على شعورة بالأمان فى المنزل، الأمر الذى يؤكد على خطورة وجود أجهزة تلفزيون داخل غرف الأطفال.
كما أن انشغال الأطفال بمتابعة التلفزيون قد يثنيهم عن أداء الأنشطة النافعة، كممارسة الرياضة أو تعلم المهارات الجديدة، أو الانخراط مع الأهل والأقران فى الأحاديث النافعة التى تعزز من مهارات الطفل.
وهنا تكون المسئولية الأولى والأخيرة ملقاة على عاتق الأب والأم، فى ضرورة تنظيم العلاقة بين الطفل والتعرض للتلفزيون والأجهزة التى تدعم تطبيقات الألعاب الإلكترونية كالكمبيوتر اللوحى والهواتف الذكية وغيرها، وضرورة إشغال الطفل باكتساب مهارات جديدة، كالرسم والتلوين أو القراءة بما يناسب المرحلة العمرية التى يمرون بها، وتنظيم النوم وفقاً لمواعيد محددة.