
الإنفلونزا
لا يمكن السيطرة على فيروس الإنفلونزا نظرًا لتجدده المستمر، ما يدفع منظمة الصحة العالمية إلى البحث عن أمصال جديدة تواكب التحور الذى تمثله تلك الكائنات المعدية.
فهل يمكن تفادى خطر فيروس الإنفلونزا باستخدام اللقاحات؟
من المتعارف عليه أن الفيروس ليس من الكائنات الحية، ويعمل على استهداف الجهاز التنفسى بشكل سريع، وذلك وفقًا لأنواع السلالات التى تجدد خلاياها بشكل تلقائى.
مدير المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية فى المعاهد الوطنية للصحة فى الولايات المتحدة الأمريكية أنتونى فوسى، أكد أن جميع الفيروسات لها القدرة على التمحور أو التطور والتنقل بين الأنواع المختلفة داخل العائلة الواحدة، وهو ما أكسبها القدر الفتاكة على قتل المصاب حال تمتعه بمناعة ضعيفة.
انتشار فيروس الإنفلونزا، لا يعتمد فقط على ضعف المناعة، نظرًا لاستهدافه كافة الفئات العمرية من الأطفال وكبار السن، وهو ما قد يمثل تهديدًا كبيرًا على الأجيال القادمة.
سرعة تحور الفيروس وإصابته لأهدافه بدقة عالية، يجعل السيطرة عليه وإنتاج اللقاح المناسب له صعبًا للغاية، نظرًا لتضاعفه بشكل أسرع، وهو ما يعزز قدرته على الانتشار والاستمرارية.
فعندما يدور حول الإنسان لفترات طويلة، يجعل ذلك الأمر بيئة خصبة له، يستطيع من خلالها النجاة والتكاثر أيضًا، وليصبح بمرور الوقت أكثر خطرًا.
يمكننا القول هنا إن "الإنفلونزا" يُشبه فى تكوينه الخلايا السرطانية الخاملة – (مع الفارق)، كونه يؤثر على كافة أعضاء الجسد جراء سرعة الانتشار الذى يمتلكها، لتصل فى نهاية المطاف إلى السيطرة على كافة أعضاء الجسد.
عادة ما يجد الفيروس طرقًا لحماية نفسه من المضادات الحيوية، وهذا ما كشفته منظمة الصحة العالمية، حينما أكدت أن التطور الملحوظ الذى ينتهجه، أصبح سلاحًا رادعًا ضد التطور التكنولوجى.
إلا أن التقنيات الجديدة فى عالم الطب والمتمثلة فى تعديل الجينات، كانت أقوى بكثير من الفيروس نظرا لاعتمادها على تقنية بروتين cas9، الذى يستخدم البكتيريا سلاح لتقطيع الحمض النووى إلى شرائح من الفيروسات العدوانية.
وفى هذا الصدد، يجب الإشارة إلى أن "سلاح الطب" قادر على تحقيق أهدافه فى التصدى لشتى أنواع الفيروسات، خاصة "الإنفلونزا" التى خلفت آلاف القتلى بمرور السنوات.
