تيتانيك
السفينة العملاقة التى أطلق عليها اسم "تيتانيك" أو المارد، نظرا لما تمتع به تصميمها من فخامة وقوة لم تتمتع بها سفينة ركاب من قبل، وأعلنت الباخرة العملاقة عن أولى رحلاتها فى العاشر من أبريل من عام 1912، تلك الرحلة التى تمنتها القلوب والعقول من صفوة المجتمع وطبقته الأريستوقراطية، والعامة من الفقراء الذين خصصت لهم باطن السفينة للانضمام لتلك الرحلة.
تلقت السفينة "تيتانيك" 6 تحذيرات من وجود جبل جليدى يعترض مسارها قبل اصدامها به مساء يوم 14 أبريل لتغرق فى صباح اليوم التالى.
واستطاع فيلم "تيتانيك" تخليد حكاية روز وجاك، أو ليوناردو دى كابريو، كيت وينسلت، الذى حقق نجاحا منقطع النظير فى وقت عرضه عام 1997، وبقى الفيلم الأكثر جماهيرية لمدة 12 عاما، والأغلى على الإطلاق فى تاريخ سينما القرن العشرين بتكاليف إنتاجه التى بلغت حوالى 195 مليون دولار.
المثير للانتباه فى قصة السفينة تيتانيك، والتى اعتمدت شهرتها إلى حد كبير على الفيلم الشهير الذى يروى تفاصيل قصة الحب التى جمعت قلبى روز وجاك، الفتاة الأريستوقراطية والشاب الفقير والتى لم تكن موجودة من الأساس، بل كانت من نسج خيال كاتبة السيناريو ومخرج الفيلم.
ولم يكن الإخراج هو الموهبة الوحيدة التى تمتع بها الحس الفنى لمخرج الفيلم، والذى قام بنفسه برسم صورة جاك وهى ترتدى القلادة، على عكس ما ظهر فى الفيلم بقيام جاك برسم الصورة، بالإضافة لباقى الصور الموجودة فى سكتش جاك فى الفيلم.
لم تكن اللقطات التى تصور حطام السفينة فى عمق المحيط الأطلسى من إبداع طاقم الحيل السينمائية للفيلم، بل كانت لقطات حقيقية تم تصويرها بالاستعانة بالسفينة الروسية "أكاديميك مستيسلاف كيلديش"، بالإضافة للغواصتين التابعتين لها وطاقم من الغواصين مكون من 12 غواصا لتصوير تلك اللقطات على عمق بلغ 12 ألفا و500 قدم.
كانت إحدى اللوحات المعروضة فى فيلم تيتانيك هى لوحة أصلية للرسام العالمى بيكاسو، تحمل اسم "Les Demoiselles d'Avignon" والتى تعرض حاليا فى متحف الفن الحديث بمدينة نيويورك الأمريكية.
كان جوزيف فيلين ليرسيه، هو الرجل الأسود الوحيد الذى هلك على متن السفينة تيتانيك، بعد أن حمل زوجته وأولاده لقارب النجاة.
من الشائعات التى روج لها فيلم تيتانيك هى واقعة انتحار إدوارد سميث، قبطان السفينة بعد أن أدرك أنه هالك لا محالة، وبرغم كونه المسئول الأول عن غرق السفينة، خصوصا بعد تحذيرات طاقمه بأن هناك قطع جليدية تعترض مسارها، إلا أنه توفى كأغلب باقى أفراد طاقمه أثناء محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ومن المعلومات التى روج لها الفيلم بالمخالفة للواقع، قصة الناجى الخارق، فرانك تاور والذى زعم صناع الفيلم نجاته من أكثر من حادث مشابه لغرق سفن، إلا أن البحث فى سجلات رواد الرحلة أكد أنه لم يكن هناك راكب يحمل هذا الاسم.
ومن الخرافات التى دارت حول تيتانيك، محاولة ملاك السفينة التحايل على شركة التأمين بإقناعها أن السفينة أوليمبيك هى التى تعرضت للغرق، والتى كانت تحمل رقم 400، فى حين أن الأجزاء التى تم انتشالها من المحيط حملت رقم 401 والذى يخص السفينة تيتانيك.
من المتعارف عليه أن الشركة التى قامت بتصميم وتصنيع تيتانيك كانت تدعى عدم قابليتها للغرق، الأمر الذى لم تتطرق الشركة إليه قط، بل كانت تقارير صحفية متداولة لأفراد غير متخصصين خدعتهم ضخامة السفينة فى ذلك الوقت.
برغم من أن استمرار فرقة العزف فى أداء المقطوعات الموسيقية أثناء غرق السفينة، كما جاء فى الفيلم، يبدو مخالفا للمنطق، إلا أن الحقيقة أن هذا ما حدث بالفعل فى الواقع فوالالس هنرى قائد الفرقة البالغ من العمر 33 عاما، استطاع هو وفرقته أن يتغلبوا على زخم المشاعر الإنسانية التى يمكن أن يمروا بها فى هذا الموقف بالاستمرار فى العزف، غير مكترثين بالموت.