عزة فتحى
والحقيقة، أن هذا المشهد كان يخدع كثير من الناس، ويثير لديهم الحماس والإحساس بالقدرة على خوض المعركة، وخصوصًا الشباب، وكانت هذه المنظمات تستثمر هذا الحماس لاصطياد الشباب وتجنيدهم وجعلهم وقود لأعمال إرهابية ضد أوطانهم، فقد كانت قضية فلسطين دائمًا سببًا مهمًا فى هذا الأمر، وحجة لخلط الحق بالباطل، ولكن ما أن يحدث أى اعتداء من إسرائيل تجاه غزة، إلا وتجد الصمت مُطبق على هذه التنظيمات، حيث تختفى عن السمع والبصر تمامًا وكأنهم فى غيابات الكهف.
لا كلمة ولا خبر ولا حتى تلويح بأى شئ للدفاع عن غزة وأهلها، بل على العكس يتهمون الآخرين بالتقصير ويقذفون الناس بألسنتهم، وخصوصًا المصريين وجيشهم.
كتائب هؤلاء الإلكترونية تعمل بلا كلل ولا ملل على هذا الأمر، وللأسف فى ذروة الأحداث وتصاعدها تجد المغيبين يسيرون كالقطيع خلف هذا الاتجاه.
لقد كشفت أحداث 2011، ثبوت اضطلاع تلك المنظمات المتأسلمة بدور كبير فى خراب وتدمير الوطن العربى من أجل إقامه الخلافة المزعومة، ورفع العلم الذى حلموا به منذ 1928، والذى تآمروا مع أجهزة مُخابرات عالمية معادية لتحقيقه، وكانوا سببًا فى سقوط تونس ثم مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن، إلا أن عنايه الله، ويقظة الأجهزة الأمنية والجيش المصرى أحبطت لهم ما كانوا يستهدفون به هذا الوطن.
وأثبتت هذه الأيام الصعبة، لغالبية المصريين والعرب، بعد أن استردوا وعيهم، شر نوايا ومخططات ومؤامرات هذا الفصيل المتأسلم.
ولذلك ومع اندلاع أحداث فلسطين الآن رأينا جميعًا كيف فقد هذا الفصيل كل أساليبه فى استعداء الناس ضد قيادتهم وجيشهم، بل وأصبح المواطن المصرى والعربى هو من يرد عليهم بالحجة، ويعلن رفضهم علانية، بل أصبح الوعى الجمعى المصرى والعربى ضدهم، ففشلت جهودهم فى تمزيق السعب المصرى واستعدائه على جيشه، خصوصًا فى ظل ما تقوم به القيادة السباسية من حهود لصالح القضية الفلسطينية، بل زاد الأمر بجانب الجهود السياسية والدبلوماسية أن رصدت مصر 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، تحملًا منها لكامل المسؤلية تجاه الشعب الفلسطينى الذى دُمرت منازله وبنيته التحتية.
ورغم أن مصر فى أشد الحاجة لكل جنيه لإنها فى مرحلة تنمية وبناء للجمهورية الجديدة، لكنها أثرت على نفسها من أجل فلسطين، فمصر الكبيرة لا تبخل ولا تتهاون فى قضايا أمتها العربية.
حبطت أعمالكم أيها المتأسلمون، والدين منكم براء، وحناجركم ستشهد عليكم يوم القيامة أيها الحنجوريين، وتحيا مصر الوطن والعروبة، وتحيا مصر الكبيرة دائمًا وأبدًا.