
ماجدة محمود
قصص العظيمات صاحبات البصمات فى السياسية والأدب والاجتماع والتاريخ والموسيقى والرياضة، نعم الرياضة التى نحن بصدد الحديث عنها الآن تؤكد براعة الجنس اللطيف فى هذا المجال وغيره من المجالات، وبعودة إلى ذاكرة التاريخ وتحديدا عام 1938م نجد أن نفيسة الغمراوى قامت بالسباحة للمسافات الطويلة (14 كم) من دمياط إلى رأس البر فى ثمانى ساعات فقط ما يعد إنجازا عظيما، كما نجحت فى تكوين أول فريق نسائى لكرة السلة فى مصر فى أواخر الثلاثينيات قبل أن تعتزل عام 1949م بعد زواجها، وأمينة محمود أول لاعبة مصرية فى التاريخ تشارك بدورة الألعاب الأولمبية بأولمبياد ميونيخ عام 1972 بمنافسات الوثب العالى، ولم يكن ذلك هو الإنجاز الوحيد لها فنجحت من بين 42 لاعبة فى التأهل للنهائيات بقفزة وصلت إلى ستة أمتار وعشر سنتيمترات وكادت تحصد الميدالية وقتها إلا أن عملية ميونيخ التى قام بها الفدائيين واحتجزوا البعثة الإسرائيلية تسببت فى انسحاب البعثات العربية خوفا على سلامة اللاعبين.
وتتوالى انتصارات الجنس اللطيف وتطل الحفيدات من نافذة العالمية محققة أكثر من نجاح على التوالى ومدللة على أن الجينات المصرية أصيلة ومتجذرة ولنا فى نور الشربينى بنت الإسكندرية المثل، حيث حصدت بطولة العالم فى الإسكواش لخمس مرات متتالية: 2015، 2016، 2019، 2020، 2021م، نور التى أنارت مصر بطول البلاد وعرضها بدأت رحلتها مع الإسكواش وهى بنت الـ 5 سنوات شجعها على ممارسة هذه الرياضة شقيقها لاعب الإسكواش لكن الحظ لم يحالفه، كما حالف شقيقته الصغرى وحقق لها من الشهرة والبطولات الكثير، والقادم أكثر بإذن الله.
تألقها ونبوغها لم يخفيا على أحد ففى سن الـ7 بدأت نور تنافس على الألقاب المحلية، فحصلت على بطولة الجمهورية للناشئين تحت 11 عاما، وهى فى سن 8 سنوات فى سابقة لم تحدث من قبل، ونافست لاعبين أكبر منها سنا وتفوقت عليهم، وخاضت معظم المنافسات فى سن أصغر من المطلوب، لعبت بطولة الناشئين تحت سن 13 وهى فى سن 11 عاما، ثم كانت لحظة الانطلاق حين حصلت على لقب بطلة العالم تحت عمر 19 سنة وعمرها 13 عاما.
وحققت إنجازا هز عالم الإسكواش عندما وصلت إلى نهائى بطولة بريطانيا المفتوحة فى سن 16 سنة وتفوقت على مثلها الأعلى الهندية نيكول ديفيد فى عقر دارها محققة لقب بطلة العالم فى الإسكواش، وفى عام 2016م حققت إنجازا عظيما بحصولها على لقب بطولة العالم فى بطولة الأبطال وبهذا تكون أول مصرية تحمل لقب بطولة بريطانيا المفتوحة.
خلاصة القول إن البنت المصرية ذات الـ26 ربيعا استطاعت إعادة كتابة تاريخ الإسكواش فى مصر والعالم محققة الإنجاز تلو الآخر لتؤكد انه بالإصرار والعزيمة يستطيع الإنسان تحقيق أغلى هدف وأصعب حلم، فقط مطلوب أن نسعى ونعمل ونجتهد ونصبر ونصابر حتى نصل إلى ما نصبو إليه، وقد وصلت نور بالفعل ولن تتوقف عن الحلم والعمل ما دامت أمامها الفرص والحياة، نور الشربينى نوارة مصر شرفتينا يا أحلى الكائنات.
