
الدكتورة نسرين عبد العزيز
السعادة هى غاية يهدف كل شخص أن يحصل عليها، وهى تختلف من شخص لآخر فما يسعدنى قد لا يسعدك، وما يسعدك قد لا يسعدنى، ولها أكثر من أسلوب وطريقة لتحقيقها، كما توجد العديد من التحديات فى الحياة للحصول عليها، ولكنها هى الهدف الذى دائما ما نركض وراءه ونحاول تحقيقه باستمرار.
وقد قامت الدراما الأجنبية والعربية بتقديم مفهوم السعادة عبر قصص درامية مختلفة وإن كانت أعمال قليلة ولكنها مميزة وذات فلسفة واضحة، واليوم سأتحدث معك عزيزى القارئ عن أحد المسلسلات المصرية التى تناولت مفهوم السعادة، وكيف ينظر إليها وكيفية الحصول عليها، وهو مسلسل "صاحب السعادة" للفنان عادل إمام، ولبلبة ونخبة من الفنانين، تأليف يوسف معاطى، وإخراج رامى إمام، والذى عرض فى موسم رمضان عام 2014.
وتدور أحداثه حول بهجت "عادل إمام" الباحث عن السعادة فى أى مكان يعيش فيه، مهما واجه من تحديات وصعوبات فى حياته، وكيفية تعايشه مع أسرته: زوجته وأبناءه وأحفاده بعد بلوغه سن التقاعد، والمشكلات التى يواجهها بسبب اختلاف الأجيال وغيرة زوجته عليه، وتعرضه لأزمة مالية مما أجبره على ترك منزله وحياته الفخمة ليعيش حياة بسيطة فى حى شعبى، وتدور الأحداث فى إطار كوميدى ملىء بالمفارقات والأحداث المثيرة.
هذا المسلسل وضعنى وقتها فى حيرة طوال شهر رمضان لمعرفة ما الهدف من المسلسل وما المعنى الذى يريد توصيله للجمهور؟ ولكننى حصلت على غايتى وتوصلت له فى الثلث الأخير من المسلسل وكان:
ابحث عن السعادة فى أى لحظة تعيشها، تأقلم على أى ظرف تجبر عليه، وحاول أن تستمتع به، فابحث عن الإيجابيات والمزايا التى تعود عليك من تحمل هذه الظروف.
لم شمل الأسرة وتربية الأبناء والأحفاد على مشاعر الحب والتسامح والمؤاخاة والاحترام والسلام، والثقة بالله والتفاؤل والرضا بالقضاء والقدر هو لب السعادة ورونقها، وإذا ابتليت فى صحتك أو فى ثروتك أو فى ذريتك فاستفد من ذلك وتأقلم ولا تحرم نفسك من أى لحظة تسرقها لتسعد بها.
نحن نصنع السعادة والتعاسة بأنفسنا، فحاول أن تصنع البهجة لنفسك وأن تعيش لحظة سعادة وليست تعاسة، ومن يشاهد المسلسل والحلقة الأخيرة سيجد ما أتحدث عنه، ولذلك دعونا نحاول أن نصنع السعادة لأنفسنا، ولا ننتظر أحدا يحققها لنا.. وللحديث بقية.
