شنودة فيكتور
هذا هو الضلع الأضعف من أضلاع هذا المثلث، ليس بإمكانياته أو عقليته تماما بل بتلال الهموم والمسؤوليات الملقاة على عاتقه من التزامات أسرية للأباء والأمهات وتطلعات لمستقبل أفضل لشباب وشابات يملكون حلما يصطدم بواقع شديد التعقيد يقف حائلا أمامهم، وهم قادرون على اجتيازه بمهارات عقلية ونفسية، لكن كيف السبيل للعبور من تلك التحديات للجميع دولة ومواطن؟ وقيادة سياسية لا تملك رفاهية التقاط الأنفاس من سنوات.
وزاد أيضا من تبعات تلك الأزمة فئة شديدة السوء وهم المستغلون لتلك المشكلات والمحتركين للسلع بكل أنواعها وأشكالها لصناعة مزيد من الارتفاعات الجنونية.
دعونا بداية نثمن مجهودات القيادة السياسية المتمثلة في حزمة الحماية الاجتماعية، التي أقرها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتخفيف تأثير الأزمة على قطاع كبير من المصريين من موظفين في الدولة والقطاع العام وأصحاب المعاشات، وتدعيم بعض القطاعات بتعيينات جديدة لدعم الاحتياجات الفعلية والضرورية لهم،
ولكن هناك فئة أخرى مهمة جدا وهي فئة موظفي القطاع الخاص، من أبسط صورة في المحلات والورش إلى كبرى المصانع والشركات، فهل سيراعي أصحاب الأعمال ورؤوس الأموال تلك الفئة التي تمثل الجزء الأكبر من قوة سوق العمل في مصر؟
سؤال نتمنى أن نجد إجابته سريعا عند القائمين على هذا القطاع العريض وربما يحتاح إلى إلزامهم بمراعاة العاملين معهم بمختلف فئاتهم.
ونأتي إلى الإجراء الأهم في تلك الإشكالية، وهو آليات ضبط الأسواق ومنع المغالاة في أسعار السلع وصناعة حالات الاحتكار والاستغلال من تلك الفئات التي ينطبق عليها تماما مسمى أغنياء الحرب والرابحين في كل الأوقات.
نحتاج إلى مزيد من آليات الرقابة بقوة وبدون أي مهادنة أو تهاون معهم، فهم من يزيدون معاناة المواطن اليومية، بدءا من رغيف الخبز و«حزمة الجرجير» والبيض والألبان والبقوليات واللحوم والدواجن والأسماك.
إن التحدي الأكبر أمام الدولة المصرية داخليا هو ضبط أداء الأسواق من خلال الرقابة الصارمة من كل الأجهزة المعنية مع ضرب بؤر الإتجار بالعملة وأباطرة السوق السوداء، ويعقب هذا ويكمله وعي المواطن في الإبلاغ عن أي مخالف مع توافر ثقافة الأولويات عند الشراء بقدر الاحتياج حتى لا يعطي فرصة للتجار للمغالاة في أسعار السلع مع كثرة التكالب على الشراء.
إن المسؤولية المشتركة هي صمام الأمان لعبور مصر من تلك المرحلة شديدة التعقيد وبالغة الصعوبة متسلحين بما جرى إنجازه قادرين على مواجهة التحديات كما عبرنا الأصعب والأشد منها.