د. نسرين عبد العزيز
وظهر الفنان رياض الخولي والفنانة سلوى عثمان في بداية العمل أصغر سنا عن عمرهما الحقيقي، وكذلك مسلسل المعلم للفنان مصطفى شعبان إخراج مرقس عادل، فظهر كل من الفنان عبدالعزيز مخيون والفنان أحمد فؤاد سليم أصغر سنا في الفلاش باك، مما أضفى واقعية لأحداث العمل الدرامي.
تقنية إزالة الشيخوخة De-Aging، هي إحدى التقنيات التي توفرها تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتي تتيح إمكانية تصوير الممثلين ليبدون أصغر سنا وفي مراحل مختلفة من أعمارهم دون الاستعانة بالمكياج أو إعادة صبغة الشعر باللون الأسود، أو الاستعانة بممثلين أصغر سنا يشبهون الممثلين الرئيسين، مما يتيح الانتقال عبر الأزمنة بأريحيه شديدة وبتمكن.
كما كان هناك تجربة أخرى للاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لاستكمال مشاهد بعض الأبطال الذين فارقوا الحياة أثناء تصوير أعمالهم مثل مسلسل بقينا اتنين للفنان شريف منير ورانيا يوسف وإخراج طارق رفعت، بعد وفاة الفنان طارق عبد العزيز المفاجئ، وكانت في أضيق الحدود.
بالإضافة إلى الإمكانيات التي تتيحها هذه التطبيقات في التصوير والمونتاج والجرافيك، خصوصا التي تحتاج إليها الدراما التاريخية من مشاهد ملحمية ومعارك وبعض أماكن التصوير من قلاع وجبال، وغير ذلك كما شاهدنا في مثل مسلسل الحشاشين لكريم عبدالعزيز، إخراج بيتر ميمي.
وحقيقة الأمر إنني تحدثت منذ بضعة أشهر عن الذكاء الاصطناعي ودخوله في صناعة الدراما من خلال أحدث مؤلفاتي الذكاء الاصطناعي في دراما السينما والتليفزيون والمنصات، وهو أول كتاب يسلط الضوء على هذا الموضوع، وتم الإشارة فيه إلى الإيجابيات والسلبيات الخاصة بهذه التكنولوجيا، وأن أفضل المراحل التي يتم الاستعانة فيها بهذه التطبيقات هي التصوير والمونتاج والجرافيك، مما قد يساهم في تطوير الدراما السينمائية والتليفزيونية، ويقلل من تكلفة الإنتاج لا سيما في الأعمال الدرامية التاريخية، ويضفي الواقعية للأحداث الدرامية، مع إلقاء الضوء على التجارب المحدودة في استخدام تقنية الشات جي بي تي في كتابة السيناريو التي سبقنا الغرب فيها، وأثبت أنها لا تزال مقيدة وغير ناجحة، كما تم التنويه عن المخاوف الخاصة بالممثل الروبوت وإحلال الآلة محل الإنسان، وشراء وجوه الممثلين، وأن هذه المخاوف بعيدة عن الواقع بنسبة كبيرة لأن الدراما تقوم على المشاعر والأحاسيس والإبداع والذي لا تضاهيه الآلة، ولكن من الممكن الاستعانة به كدوبلير لتخفيض الإنتاج ولحماية الممثل البشري، ولكن حتى الآن لا تزال المخاوف قائمة لدى صناع الدراما، لسرعة تطور التكنولوجيا وسرعة الإيقاع.
وها نحن نشهد حاليا أكثر من عمل درامي تليفزيوني مصري مستعينا بهذه التطبيقات في مشاهد محددة بعينها، وفيما يخدم العمل الدرامي ولصالحه وليس بما يضره.
وأخيرا الذكاء الاصطناعي واقع علينا تقبله ومواكبته في صناعة الدراما أمر لا بد منه، ولكن بما لا يخل بالإبداع وإحلال الآلة محل الإنسان، بل بما يساعد على تطوير الصناعة وتقدمها.