البث المباشر الراديو 9090
د. إيناس على
عندما تحل الجمعة الأولى من شهر أبريل كل عام نحتفل بيوم اليتيم، هؤلاء الصغار الذين انكسرت ظهورهم مبكرًا وغاب عنهم الأمان الأسري، فالكبير لا يطيق فقدان والده ويشعر بنقص في حياته، فما بالنا بالصغير الذي يحتاج إلى من يحنو عليه ويصد عنه هموم الدنيا وأحزانها.

فالطفل لا يقوى في كثير من الأحيان على تدبير أمور حياته، لكونه يحتاج ناصحا وموجها وأمينا وهذا ما يجده في الأب، وعندما يموت ينكشف وجه الطفل للدنيا التي لا ترحم كبيرا فيها ولا صغيرا، قليل من هؤلاء اليتامى قد يجدون من "يطبطب عليهم" ويرأف بحالهم من أقاربهم ويرتمون في حضنهم ويكونون لهم أباء بعد موت أبائهم.

وكثير من لا يجد للأب بديلا، والأمر يزداد صعوبة وقسوة مع امتلاء قلب الأم بالجفوة والقسوة واختيارها حياتها أولا دون النظر لصغارها المعلقين في رقبتها، نعم تنظر الأم لحالها دون غيرها وتتجاهل الأمومة التي زرعها الله بداخلها وتبحث عن حياة جديدة بزوج جديد، وقد تستجيب لأول مطالبه بترك أولادها عند أهل والدهم أو أهلها وربما في دار رعاية الأيتام.

نعم هذه حالات موجودة بالفعل في المجتمع وكم من أمهات تركت أطفالها فريسة للمجتمع الذي بات منزوع القلب لا يراعي ظروف ومشاعر فاقدي الأب، ويضيف لهم معاناة فوق المعاناة التي تلاحقهم من كل حدب وصوب، وربما يفشلون في التعايش مع الحياة ويخرجون من مراحل التعليم ويلجأون للشارع ويلتحفون السماء التي قد تكون أحن عليهم من بشر كثيرين.

الواجب علينا نحن أن نكون أباء وأمهات لمن فقد أهله وذويه، نحتضنهم ونقدم لهم الدعم والرعاية وكل ما يحتاجون له، وما المانع أن نذهب لهم في مثل هذا اليوم حيث يتواجدون في دور الرعاية أو حتى في منازلهم، نصحبهم في نزهة نخفف عنهم نقدم لهم الهدايا، نقضي معهم يوما جميلا، فإنهم يستحقون كل اهتمام ومحبة وعناية.

هؤلاء الأطفال ليس لهم ذنب فيما هم فيه، لم يختر أحد ظروفه السيئة بل فرضت عليه، ووجد نفسه مضطرا للتعامل والتعايش معها، وعلينا نحن أن نعيهم ونساعدهم بقدر الإمكان، فكل جهد يوجه لمساعدتهم هو في رصيدنا حسنات ودرجات يكافئنا عليها الله تعالى.

من المهم والضروري أن نعلم صغارنا حسن معاملة هؤلاء الأيتام، وألا يتعاملون معهم بتفرقة وتميز، فالطفل الصغير قد لا يجيد التعامل معهم ويجرح مشاعر أقرانه من فاقدي الأباء والأمهات، وأن يكونوا أسرة واحدة، يصطحبهم إلى منزله يتعاون معهم ويذاكرون سويا حتى يندمجوا في المجتمع ويكونوا أسرة واحدة يضيفون له يكونوا جزءا من النجاح بدلا من أن يصبحون عالة عليه.

وبالنظر إلى هذا اليوم، فقد كان الاحتفال به لأول مرة سنة 2003، بعد اقتراح من متطوع بجمعية خيرية، والتي تعتبر أكبر الجمعيات العاملة في مجال رعاية الأيتام في مصر، بأن تنظم حفلًا كبيرًا لعدد من الأطفال الأيتام التابعين لها أو لمؤسسات أخرى للترفيه عنهم.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز