البث المباشر الراديو 9090
أشرف عبد العزيز
زيارة هي الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا شهدت محادثات مهمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تم خلالها استعراض العلاقات التركية المصرية في جميع جوانبها ومناقشة الخطوات المشتركة الممكنة في الفترة المقبلة لمواصلة تطوير التعاون.

كما تبادل الرئيسان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة وخاصة الهجمات الإسرائيلية على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولعلني هنا استشهد بما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر منصة "إكس": "لعل زيارتي اليوم ومن قبلها زيارة الرئيس أردوغان للقاهرة تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استناداً لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين".

ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي يعكس عدة حقائق مهمة:

أولا: أن مصر لاعب إقليمي رئيسي انطلاقا من موقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية والبشرية ولا تزال مثلما كانت في الماضي عاملا مهما ومؤثرا في استقرار الوطن العربي عموما ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص فهي الدولة العربية الفاعلة في المنطقة ولديها أقوى جيش عربي.

ثانيا: استطاعت مصر بفضل ما يعرف بـ"الدبلوماسية الرئاسية" التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاشتراك مع مؤسسات الدولة برسم السياسة الخارجية التي تميزت ببعد النظر والقراءة المبكرة لمسار المتغيرات على الساحة الدولية فخلال السنوات العشر الماضية نجحت مصر أن تتبوأ مكانتها ودورها الإقليمي الفعال حيثُ لعبت مصر دورا في المساهمة في إنهاء كثير من الأزمات في المنطقة العربية.

ثالثا: رغم كل الصعوبات المحيطة بإمكانية التوصل إلى هدنة فى غزة والمرتبطة بشكل أساسى بموقف دولة الاحتلال إلا أن مصر تواصل جهودها على كل المستويات بهدف تقريب المواقف بين إسرائيل وحماس، ونجحت بالفعل فى حل العديد من القضايا الخلافية ولكن ما زالت الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلى بصفة خاصة غائبة، وتحتاج إلى أن تكون أكثر نضجا وفاعلية وتبتعد عن المصالح الحزبية والشخصية الضيقة.

رابعا: بدء انتقال المنطقة من أن تكون إقليما مضطربا إلى أن تكون إقليما قابلا للانفجار غير المحسوب في لحظة وبالتالى تتزايد المسؤولية على كل دول المنطقة والدول الفاعلة ثم المجتمع الدولى للإضطلاع بدورهم لإعادة الاستقرار فى هذه المنطقة الاستراتيجية قبل فوات الأوان.

في ضوء ما سبق إيضاحه من حقائق ومحددات تحرك الدبلوماسية المصرية على مستوى الرئاسة تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السياسي إلى تركيا في مرحلة بالغة الأهمية لإعادة رسم خريطة استراتيجية جديدة ليس فقط بين البلدين وإنما  للمنطقة بصفة عامة خاصة وأن الأمن الإقليمي للبلدين يرتبط أساسا بالأمن الإقليمي للشرق الأوسط.

خلاصة القول أن هذه الزيارة وفي هذا التوقيت تعكس أهمية الدور المصري في إعادة ترتيب الحسابات الإقليمية وتؤكد مكانة مصر ونجاح أجهزتها وقيادتها السياسية في تطوير وتنمية العلاقات مع الدول العربية والإقليمية، وأن مصر تتحرك بفعالية في سبيل إيجاد حل لأزمات المنطقة مثل القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الاولى والأزمة السودانية التي لها تأثير مباشر على الأمن القومي المصري بالإضافة إلى الأزمة الليبية، وجميعها قضايا يتفق فيها الجانبان المصري والتركي وتعكس قناعة لدى دول الإقليم والمجتمع الدولي بان مصر تتحرك بفعالية لتفكيك أزمات المنطقة وإيجاد حلول لها وتسعى بجدية كبيرة للمساهمة في تحقيق الاستقرار في المنطقة.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز