البث المباشر الراديو 9090
حنان أبو الضياء
نرجسية ترامب لا تزال هى المسيطرة على حملته الانتخابية، وهى نرجسية من نوع خاص بحيث أصبحت البند الأول، ضمن استراتيجيته الكبرى، أنه غير قادر على أن يكون غير نفسه. ومهما كانت آراؤه مدمرة حتى لذاته، ومصلحته الشخصية؛ بل إنه يشعر أيضًا، أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكِّنه من الفوز.

لا وجود لأي مُستشار يحاول أن يوقف خطته الهجومية الشخصية ضد كامالا هاريس. لا يزال ترامب يتصرف على هذا النحو، فكلما حاول مستشاروه كبح جماحه؛ كلما تصرف على نحو أكثر عدوانية لتأكيد طبيعته الأساسية تحت أى ضغط من داخل حملته.

أى شيء ضد رغباته ومعتقداته يمكن تفسيره على أنه انتقاد يهدد رجولته، وتوازنه العقلي، ويثير استجابة عدائية انعكاسية، ومن المستحيل أن تبعده عن دوافعه، وخصوصًا عندما تكون غريزة إثبات الذات مسيطرة عليه.

لقد أصبحت هاريس، بالنسبة له تجسيدًا للنساء "الخبيثات" اللاتى يقفن أمام عودته للبيت الأبيض؛ امرأة مختلطة الأعراق تعمل أيضًا، كمدعية عامة لا هوادة فيها، وترفع قضية سياسية ضده.

وفى الحقيقة، أن حاجة ترامب إلى مهاجمة هاريس أشد حتى من تلك التي كانت في مواجهة هيلاري كلينتون؛ ففي 2016، لم يكن ترامب رئيسًا من قبل، إن الخسارة أمام هاريس ستكون انتقاصًا لرجولته.

الأحداث تتحرك بسرعة كبيرة، ودورة الأخبار متسارعة للغاية، لدرجة أن العلامات الأكثر دلالة على تراجع ترامب تمر دون تعليق.

يعتقد ترامب في أعماقه أن حاسته السادسة، هي قوته السرية، وهو لا يُولى أى مصداقية للظروف أو لأي شخص آخر، من شأنه أن يقلل من شأنه، كما يعتقد أن عبادة شخصيته هي مفتاح نجاحه، ودون ذلك، يتلاشى، ولا يمكنه أبدًا قبول الخسارة، أو أن يكون الخاسر.

المعضلة التي يواجهها ترامب، الآن، هى أنه في محاولته إهانة هاريس، فقد تقنياته القديمة الملفتة. لم يتوقف ترامب أبدًا عن طرقه المروعة، ولكنَّ الديمقراطيين بعد أن خسروا أمامه في 2016، تمكنوا من هزيمته في 2020 مع جو بايدن، المعروف بتعاطفه ولياقته.

الديمقراطيون يشعرون الآن، بأنهم حزب مختلف، فقد تغيرت نبرتهم من الكبرياء إلى الواقعية. فيما يحاول ترامب، من حين لآخر، أن يزعم أنه الأفضل، ولكنه قد يحتاج إلى مزيد من التدريب. لابد أن ينكر نفسه لإنقاذ نفسه، فهو لا يستطيع أن يستجيب لعالم مختلف.

ترامب لديه شعور مرعب بأن الأمور تتجه نحو الاختفاء. إن موهبة الديماجوجي هي القدرة على استغلال تيارات الجماهير؛ لتحقيق مكاسبه الذاتية، إن دافعه إلى مهاجمة هاريس يزداد كل يوم تفشل فيه شتائمه.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز