البث المباشر الراديو 9090
د. علي عبد الراضي
اتخاذ القرار هو سلوك يومي، ويحدث طوال الوقت، بداية من وقت الاستيقاظ من النوم، والتعامل مع صوت المنبه حيث اتخاذ قرار الاستيقاظ، أو استكمال النوم، ثم ما يعقبه من أمور بسيطة، وصولًا إلى القرارات الصعبة.

لذلك؛ فمهارة اتخاذ القرار الصحيح بحاجة إلى الإلمام بمجموعة من المعلومات الضرورية، ودارية تامه بما يعقب اتخاذ القرار، وحساب المكاسب والخسائر.

البداية، بالتفكير في الأمر، فقد آن الأوان أن تتخذ القرار، البعض يتردد؛ بسبب الخوف، ولا بأس أن تخاف، والبعض يتردد؛ لأنه لا يعرف النتائج، والحقيقة أنه لا يمكن معرفة النتائج حتى تجرّب، والبعض يتردد؛ لأنه لا يضمن ما الذي سيحدث، والحقيقة أنك لن تضمن ما سيحدث، قم باتخاذ القرار ولديك 70% من المعلومات، فلا يمكنك معرفة كامل المعلومات أبدًا، واقبل ذلك، اتخذ القرار على أي حال، ولا تقلق علي المستقبل، فتعيش حالة الترقب الدائم من عواقب القرار.

لا بد من تقبُّل فكرة المجهول بحياتك، ولا بد من الجرأة في المغامرة، انتظار توافر المعطيات كاملة حتى تقرر هذا يعني مزيدًا من التأجيل، ومزيدًا من تفويت الفرص العظيمة، بعض الأشياء المفصلية تأتي مرة واحدة فقط، ولا تتكرر، فإما اغتنامها أو خسارتها الدائمة.

احرص على الممارسة الصحية الإيجابية في جميع الأمور، التي قد تراها بسيطة، ولا تعتمد على غيرك، ولا تضيع وقتك في اتخاذ القرارات المناسبة، لا تنتظر استعدادًا كاملًا لفعل شيء؛ فالاستعداد يزداد عند بدء الممارسة، ولا تنتظر شعورًا جميلًا لكي تبدأ بشيء، فكثير من الأمور الضرورية، التي نفعلها في حياتنا، نقوم بها ونحن لها منزعجون، ولا تنتظر منقذًا فلن ينفعك أحد، بعد الله، سوى نفسك، ولا تنتظر ضمان النتيجة لتفعلها، فقط افعلها وسترى النتيجة.

السبب في التردد هو نظرتك لنفسك لربما فعلت في الماضي أمرًا ندمت عليه، فإذا كنت قد ضيّعت فرصة ثمينة في الماضي فلا تكرر الشيء نفسه في الحاضر؛ فتستهلك الحاضر بالتفكير بالماضي، لا أنت غيّرت الماضي ولا أنت استمتعت بالحاضر، التفكير بالماضي ثمنه باهظ، تظن أنك تستوضح أمرًا، وتعرف سببًا بينما أنت تغوص في بحر من الألم والندم، ركز على الحاضر وقم ببنائه.

ابتعد عن سلوك الاعتماد على الآخرين في اتخاذ القرارات، واعلم أن من مشكلات الشخصية الاعتمادية، هي النظرة المثالية المفرطة تجاه الآخرين، فيعتمد عليهم أكثر من اللازم، وقد يدخلهم في خصوصياته، واتخاذ قرارات هو وحده من ينبغي أن يتخذها، حتى إذا اعتادوا الدخول في خصوصياته، ونضج وأراد أن يتحرر، لا يستطيع، وينقضُّون عليه محاولين منع استقلاله برأيه، فلتكن لديك مساحتك الخاصة، ولا تعتمد على غيرك أكثر من اللازم.

لا تقلق كثيرًا على مستقبلك، ‏إن قلقك واهتمامك يفترض أن يأتي مما يلي..

‏- هل فعلا توكلت على الله؟!
‏- هل سلمت لله بأن الرزق من عنده يهب من يشاء، ويعطي من يشاء دون أن تحسد هذا وتعترض على ذاك؟!
‏- هل تمارس يوميًا الإيمان بالقضاء والقدر؟!
‏- هل سعيت فعلًا في رزقك؟!
‏- هل طلبت أسباب التوفيق؟!

عليك اختيار نمط الحياة الصحية.. إن من الصحة النفسية قدرتك على تنظيم انفعالاتك، وهذا يعني أنك تملك عنصرين، الأول مرونتك في حل المشكلات، والتنقل بين البدائل، والخيارات، والثاني مرونتك في ضبط ردود أفعالك تجاه الضغوط حولك.

هناك فرق بين الضغوط وبين تعاملك مع تلك الضغوط، الجميع لديهم ضغوط، لكن ليس الجميع لديهم المستوى نفسه في التعامل معها، إن كنت تملك هاتين الصفتين؛ فلديك شخصية رائعة يتمنى كل أحد صحبتها.

أخيرًا، ‏راقب نفسك، تعلَّم، غيِّر ردود أفعالك، تطوَّر.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز