البث المباشر الراديو 9090
علاء زياد
رؤية تعاونية سلمية يحملها الرئيس عبد الفتاح السيسى، في سياسته الخارجية منذ توليه المسؤولية؛ إذ فتح مسارات عدة للتعاون المصرى إقليميا، ودوليا.

يدلِّل على ذلك عديد من المؤشرات؛ من أبرزها توقيع الشراكات الاستراتيجية مع مختلف دول العالم، إذ يزيد حجم الشراكات الاستراتيجية الموقَّعة مع الدولة المصرية عن عشر شراكات استراتيجية مع القوى الدولية الكبرى، وكذلك الدول الإقليمية الفاعلة من العالم ومع الدول الصديقة والشقيقة. هدفت هذه الشراكات إلى بناء الأسس ووضع المرتكزات القوية لتنمية العلاقات مع الشركاء في مختلف المجالات.

مثَّلت دبلوماسية القمة مسارا مهما لعب دورا كبيرا في تعميق علاقات مصر مع مختلف دول العالم؛ سواء من خلال الزيارات الخارجية الناجحة للرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى مختلف دول العالم ومشاركاته العديدة في الفعاليات الدولية، والإقليمية، ولقاءاته مع قادة مختلف دول العالم، أو من خلال استقباله للعديد من قادة ورؤساء الدول والحكومات، ولعل العلاقات المصرية اليونانية القبرصية مثلت نموذجا فريدا في هذا المضمار.

تأكد ذلك في القمة الثلاثية الأخيرة التي جمعت قادة الدول في القاهرة في الثامن من يناير الجارى 2025، حيث أعطت هذه القمة صورة جلية عن توجهات السياسة الخارجية المصرية وحرصها على استمرارية تعاونها المشترك مع أصدقائها ليشمل مختلف المجالات.

صحيح، أن الطاقة تمثل عنصرا محوريا في استراتيجية الشراكة والتعاون بين الدول الثلاثة كما أشار إلى ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي اعتبر أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر، واليونان يمثل نقطة تحول حقيقية في تعزيز التكامل الإقليمي في هذا المجال، بما سيوفره من إمكانية تبادل الطاقة النظيفة، ومساهمة فعالة في تحقيق أهداف التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

الأمر ذاته يمتد إلى التعاون مع قبرص في مجال الغاز الطبيعي، حيث عدَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، معبرا عن رؤية واضحة لما يمكن أن تحققه من نجاحات مشتركة من خلال توسيع عمل محطات التسييل المصرية لإعادة تصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية، خاصة في ظل ما تمتلكه الدول الثلاثة من إمكانيات عديدة تعزز من قدراتهم على تأمين إمدادات الطاقة لأوروبا.

لكن من الصحيح أيضا، أن العلاقات بين الدول الثلاث لا تقتصر على مجال الطاقة فحسب؛ بل - كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى - أن الشراكة الثلاثية مع اليونان، وقبرص تمتد لتشمل العلاقات الثقافية، والتعليمية التي تعكس الروابط الإنسانية، والتاريخية، بما يتطلبه ذلك من أهمية العمل على تطوير مشروعات مشتركة لتعزيز تعاونهم في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والفنون مما يسهم في نشر ثقافة التفاهم المتبادلة.

وفى السياق ذاته، يأتي الحديث عن السياحة كأحد المحاور الأساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي، خاصة في ضوء ما تزخر به الدول الثلاث من مصادر سياحية غنية ومذهلة، وهو ما يستوجب أيضا، بدوره تعزيز التعاون سواء من خلال الترويج المشترك للمقاصد السياحية، أو تعزيز السياحة الثقافية والبيئية بما من شأنه أن يعود بالنفع الكبير على شعوب الدول الثلاث، ويزيد من حجم تقاربهم وتفاعلهم.

نهاية القول، إن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، تمثل واحة الأمن والاستقرار في منطقة من أكثر المناطق التهابا في العالم، بما يجعلها مقصد لجميع القوى والفواعل الدولية والإقليمية الهادفة إلى بناء شراكات للتنمية والاستقرار بما يصب في مصلحة الجميع، عبر تعزيز التعاون على الأصعدة كافة.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز