البث المباشر الراديو 9090
ريهام المهدي
في وسط ما نشهده من وتيرة متسارعة لتطور أدوات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة، فما بين AI، وChatGPT وغيرهما من التقنيات، من الطبيعي أن نقف أمامها عاجزين، ولا يكون بمقدورنا سوى أن نكون إما مراقبين لها بصمت، أو مدمنين على استخدامها.

وهنا ستزداد مؤشرات الأمر سوءًا في حال ما إذا توغلت هذه التقنيات داخل الساحة الإعلامية، واحتلت منصات الإعلام الرقمي، ونحن وسط كل هذا لسنا على استعداد.

إلا أن هناك بارقة أمل تمثّلت في صحوة قادتها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، والنقل البحري، برعاية كل من جامعة الدول العربية، ومجلس الوزراء، أعلنت فيها عن بدء فعاليات مؤتمر قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي "النسخة الثانية" على أرض مدينة العلمين الجديدة، وذلك بحلول شهر أغسطس المقبل، في محاولة منها لعلاج هذا القصور من خلال استقطاب نخبة لامعة من كوادر، ورموز شباب الإعلاميين وتمكينهم ليصبحوا روّادًا مستقبليين في مجال الإعلام الرقمي.

وبذلك تتشكَّل لدينا قاعدة عقول قادرة على التفاعل مع التحديات والمستجدات المستقبلية التي تواجه وسائل الإعلام.

وبالطبع، لن يأتي ذلك إلا بتأهيل شباب وكوادر إعلامية قادرة على استخدام طرق تحليل البيانات، وسرعة إنتاج محتوى إعلامي تفاعلي ذي تأثير على الجمهور؛ الأمر الذي سيعزز من قوة، وانتشار منصات وفعالية الإعلام المصري بوجهٍ خاص، والإعلام العربي بوجهٍ عام، وبشكلٍ يواكب تلك الثورة التكنولوجية المتسارعة، وخاصة في مجال الإعلام الرقمي.

ولأننا بالفعل في وقتٍ حرج، وعنصر الوقت ليس في صالحنا، بات سلاح قوى الإعلام يشكّل خطورة فادحة في حال أُهمِل أو أُسيء استخدامه.

فلم يعد إعلامنا متوقفًا - كما هو معروف عنه قديمًا - عند تقديم خبر أو إنتاج تقرير مرئي؛ فالإعلام اليوم بات سلاحًا انتشرت أذرعه في مجالات عدة، وارتقى ليكون ركيزة أساسية للدبلوماسية الناعمة في مجال العلاقات السياسية والدولية.

لذا؛ ما قامت به الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري هو خطوة استباقية رادعة، سيترتب عليها إفراز عقول إبداعية لديها القدرة على التفاعل مع مختلف شرائح الجمهور، على يد شباب مؤهل وقادر على تقديم محتوى إعلامي مبتكر يعكس قضايا الأمة العربية.

وفي الختام، يُعدّ هذا المؤتمر وما على شاكلته من فعاليات ومؤتمرات ركيزة هامة، نرجو تعميم ثقافة انتشارها في الفترة المقبلة، لما تحمله في طياتها من حفاظ على هوية تاريخنا وحضارتنا، بجانب ردع أي عداءات تُنشر وتستهدف زعزعة استقرار وحدة تماسكنا كشعب، أو حتى تتخطى حدود احترام حضارة أمتنا العربية.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز