
محمد عبد الحافظ
فلقد أثبتت المواقف التي تعرَّضت لها مصر، وتصدَّى لها الرئيس - حتى قبل أن يتولى مسؤولية الرئاسة - أنه "قدّ المسؤولية".
ولنبدأ بما حدث في مثل هذا اليوم من 12 سنة، عام 2013، بعد ثلاثة أيام من ثورتنا المباركة، عندما تصدَّر الصورة التي ضمَّت كل رموز مصر: "شيخ الأزهر، والبابا، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وممثلين عن الشباب، والمرأة، والأحزاب"، ليُعلن خارطة مستقبل رسمها لتنقل مصر من حالة الاحتلال الإخواني، والفوضى، والسيولة، إلى دولة قوية كاملة الأركان.
ولئلَّا تصبح الثورة مجرد تعبير عن غضب ضد نظام الإخوان المحتلين؛ فقد حوَّلت هذه الخارطة الثورة إلى طاقة جبارة لبناء الدولة.
وفي الوقت الذي تصدَّى فيه الجيش لـ إرهاب الإخوان، وميليشياتهم، والذي تمثلت أعنف صوره في سيناء – التي حوَّلها الإخوان إلى معسكر لِلَمِّ شتات الإرهابيين من كل دول العالم – كانت هناك خطة لإدارة شؤون الدولة، وترتيبات لسنة انتقالية يُجرَى فيها صياغة دستور جديد، وإجراء الاستحقاقات الانتخابية لاختيار رئيسٍ للجمهورية، ونوابٍ للبرلمان، وخطة لإعادة الثقة في نفوس شعب عانى الأمرَّين بعد ثورتين، وأمضى ثلاث سنواتٍ عِجاف، ما بين إضرابات، ومظاهرات، واحتلال، ونفاد الاحتياطي النقدي الأجنبي.
فكان مشروع حفر قناة السويس الجديدة، بأموال المصريين، من خلال اكتتاب في شهادات استثمار زادت عن التكاليف المطلوبة، وبخبرة وأيدٍ مصرية، فعادت الثقة إلى المصريين.
وفي أثناء ذلك، كان يتم تقوية الجيش تسليحًا، وتدريبًا من خلال مصادر متنوعة.
وأثبت المصريون لأنفسهم أنهم إذا أرادوا فعلوا، وإذا فعلوا أنجزوا، وإذا أنجزوا حققوا المعجزات.
وأصبحت مصر الآن - بعد 12 سنة - عفية قوية؛ شعبًا، وجيشًا، ومؤسسات.
إذا تكلَّمَت، استمع العالم.
وإذا فعلت، أدهشت العالم.
وإذا وضعت خطوطًا حمراء؛ التزم الأعداء.
لقد وضعت خارطة المستقبل - التي أعلنها المُنقِذ، والمُخلِّص، والربَّان، والبطل - لَبِنَةَ الانطلاق الذي نحن فيه.
كل عام وأنتم بخير
حفظ الله مصر، وشعبها، وجيشها، ورئيسها.
