أحمد سليم
شاء الله العلى القدير أن تخرج مصر منها بعد سبع سنوات، وقدر لشعوب أخرى أن تستمر معاناتها ربما لسنوات أخرى نرجو الله إلا تطول.
مع إشراقة عام جديد هل تذكرت أم شهيد دفع حياته ثمنا لتحتفل مع أسرتك بالسنة الجديدة وهل تذكرت مصابا بُتر جزء من جسده أو ما يزال يرقد فى فراش المرض لكى تسعد أنت بسهرتك وتنقلاتك، هؤلاء هم الذين كان من الضرورى أن نقول لهم اليوم صباح خير لأول أيام العام وان نكون معهم بعد أن قدموا الأغلى لنا تضحية وفداءً من أجل الوطن.
مع إشراقة عام جديد هل تذكرت وأنت جالس أمام الشاشات تبحث عن حفل أو فيلم جيد أو شهر فى أحد الفنادق هل تذكرت الضابط الشاب الذى ترك زوجته مع أطفالها ووقف فى درجة برد قاسية بعيون ساهرة حتى لا يحول أحد الإرهابيين تلك الليلة إلى كارثة، وهل أحسست بشعور ذلك الجندى الصعيدى المتدين وهو يحرس فندقا يرى الخارجات منه والخارجين شبه سكارى ورغم هذا يقف ليقدم حياته ثمنا للدفاع عن حقهم فى السهر أو المتعة.
اليوم أول العام الجديد والأحق أن نتوجه لهم فى مدارسهم هم أبناء الشهداء ليحمل كل منا لعبة أو هدية ليقدمها لطفل شهيد حرمه والده حين تقدم ليدافع عنا وعن أطفالنا منها فلنرد له جزءًا قليلا جدا من قدمه والده لنا.
مع إشراقة عام جديد كنت أتمنى كل ذلك أن نذكر فى نهاية العام إن هناك من قدم حياته وان هناك من لا يتأخر عن تقديم حياته ثمنا لكى نعيش فرحة هذا اليوم فى أمن وطمأنينة، وعلينا أن نتذكر أيضا أن هناك من يتربص بنا ويستعد للانقضاض فى لحظة ما، وإنهم موجودون بيننا فى وسط مجالات العمل والسكن وان علينا أن نبدأ عامنا الجديد بالمشاركة فى كشفهم مع اشراقة عام جديد بدأن نوبات الصحيان، ها هو صلاح الموجى المصرى المؤمن بوطنه لا يتردد فى الاندفاع نحو إرهابى مسلح معرضا حياته للخطر ليفتدى بحياته عشرات آخرين، حماه الله برعايته وتمكن من الانقضاض على الإرهابى ليقدم نموذجا لعودة الروح إلى الشارع مرة أخرى ولينقل رسالة مهمة إلى الإرهابيين أن المعركة لم تعد مع الجيش والشرطة وأن هناك الملايين يتحولون فى لحظة المواجهة إلى جيش أو شرطة.
كان صلاح الموجى فى مواجهة الإرهابى وكان خلفه ابنه يساند أباه ويحميه ما حدث فى حلوان هو نوبة صحيان فلن يتوانى مواطن من أن يتقدم ليحمل سلاح الشرطى الشهيد ولم يتأخر أخر من محاولة إنقاذ طفلة معرضا لحياته للخطر فى مواجهة مع الإرهاب، وإذا كنا قد انتقدنا سلبية الأهالى فى حادث البدرشين فاليوم يؤكد المواطنون أن نوبة صحيان قد أطلقها الشعب فى مواجهة الإرهاب وفى المقابل على الداخلية أن تؤمن هذا النموذج وان تساعد على ظهور نماذج أخرى فالمصرى الأصيل لن يتأخر لحظات من حماية وطنه آيا كان موقعه.
نوبة صحيان أخرى أطلقها إمام المسجد الذى حول ميكروفون المسجد إلى استغاثة بكل المواطنين ليسارعوا إلى حماية الكنيسة والمصلين بها فاستيقظ من كان نائما وانطلق الآخرون لحمايتها، نماذج رائعة لن يشوهها ما حدث فى أطفيح أو أماكن أخرى.
نوبات الصحيان ليست فى حلوان فقط بل هناك نوبات صحيان أخرى أطلقها الرئيس وهو يعبر إنفاق القناة إلى سيناء عبور جديد إلى الجزء الأغلى من الوطن، عبور اقتصادى وسكانى وتنموى بعد العبور العسكرى الذى أعاد الأرض والعبور السياسى الذى أكمل التحرير.
جاء دور العبور الاقتصادى والتنموى الذى تأخر كثيرا ولكنه تحقق وغدا نستطيع أن نسافر من الإسكندرية إلى شرم الشيخ والعريش عبر طريق برى وعبر قطارات السكك الحديدية، أنفاق جديدة تعيد الحياة الكاملة إلى سيناء التى سيملؤها أبناء مصر لتنتهى أيضا بؤر الإرهاب فيها.
مع إشراقة عام جديد تفاءلوا ولكن بحذر، ابتسموا وأعملوا لن ننسى ما حدث فى السنوات العجاف وسيحاسب كل من أخطأ فى حق الوطن، فصقور مصر تستطيع قنص كل ما كان يوما سببا فى أحداث دفع ثمنها الوطن، لن تنام عيون الصقور فى كل الأجهزة التى تواجه الإرهاب أو التى تواجه الفساد.
صقور المخابرات المصرية يقتنصون الفرص خارج الوطن ويعيدون ترتيب المنطقة من أجل الأمن والاستقرار وحق الشعوب فى السلام فى مواجهة أجهزة قطرية وتركية وأخرى تعمل على تفتيت المنطقة وتهديد أمنها واستقرارها، وصقور الرقابة الإدارية يقتنصون المفسدين يوميا ولن يهدأوا حتى يعود الاستقرار إلى الداخل بالقضاء على الفساد فى مواجهة شرسة مع من يسرق اقتصاد الوطن أو يهدده.
إشراقة عام جديد تطل علينا بالأمل وبالدفء وبالطمأنينة، علينا أن تفتح لنا أبواب الحياة وان نعمل على أن تتحول تلك الاشراقة إلى شمس تنير مستقبل مصر، علينا أن نبتسم وأن نحذر وننتبه، مصر تحتاج كل مصرى فلا تقلل من جهدك مهما كان ولا تنظر ألا لمستقبل هذا الوطن الذي عاد مرة أخرى إلى أبنائه والى دوره فى المنطقة رغم كل محاولات ومؤامرات الحاقدين.
إشراقة العام الجديد أهلا بك.