طارق الطاهر
يا ترى ما الذى يمكن أن أكتبه تنبأ أو حلمًا بما سيكون عليه هذا العام، على المستوى الشخصى أبدأ هذا العام بصدور كتاب لى بعنوان "فنانون متمردون" نتاج تجربتى فى الساحة الفنية التشكيلية على مدار أكثر من ربع قرن، وقد اخترت ثلاث شخصيات فنية تعاملت معها عن قرب لتكون المادة الرئيسة لهذا الكتاب، وهم: الفنان مصطفى الرزاز، الفنان عصمت داوستاشى، والفنان الراحل محسن شعلان، الذى حكيت تفاصيل كثيرة عن التداعيات الخاصة بسرقة لوحة الخشخاش، أثناء توليه رئاسة قطاع الفنون التشكيلية، والمراحل المختلفة من تجربته فى السجن، وكذلك نشرت حوارًا لم ينشر من قبل عن تجربته فى السجن ولقائه برموز نظام مبارك، كما استعرضت ملامح من تجربتى دواستاشى والرزاز، هذا ما استقبل به العام الجديد على المستوى الشخصى، مع طموح فى تطوير أخبار الأدب مع زملائى.
لكن ما الذى أتمناه على المستوى العام، بالتأكيد فى المقام الأول أن تشهد البلاد استقرارًا أكثر، وأن تتوقف العمليات الإرهابية الخسيسة، التى لا تفرق بين أحد، هى فقط تريد أن تروع الآمنين، وإن كان المشهد أصبح الآن مختلفًا، فهناك يقظة وتصد بشجاعة ملموسة ليس فقط بين قوات الأمن، ولكن من المواطن العادى، وأعتقد أن الفيديو وأحاديث المواطنين عن العمل الإرهابى الأخير فى حلوان، يؤكد أن المواطنين لا يخافون من مواجهة مباشرة مع عناصر الإرهاب، وهنا يتجلى الوعى والضمير الجمعى فى أنقى صوره، لذا أتمنى المزيد من المواجهة الفكرية مع جذور التطرف، فهذه المواجهة كفيلة بأن تفند الأسس النظرية التى تحاول رموز التطرف أن تجذب بها الشباب، أتمنى فى عام 2018 أن نشهد تعاونًا كبيرًا بين المثقفين ورجال الأزهر فى مواجهة لتفكيك البنية الفكرية للإرهاب، فلا مفر من هذه المواجهة على امتداد الأراضى المصرية، فهى حائط الصد الأول.
أتمنى، أيضًا، فى هذا العام، أن نشهد خططًا واستراتيجية واضحة فى إدارة العمل الثقافى، وأن تستعيد مصر قوتها الناعمة، التى حققت لها دورًا ملموسًا، لابد من استعادة هذه القوة، خصوصًا أننا لازلنا نمتلك القدرات التى تؤهلنا لاستعادتها، فقد رأيت بنفسى سعادة مجموعة من المثقفين والفنانين الأفارقة، فى إطار مشاركتهم فى ملتقى التصوير الدولى الذى احتضنته مؤخرًا مدينة الأقصر، وكيف عبروا عن سعادتهم بالتواجد فى هذه المدينة الحضارية والأثرية، التى لا يوجد لها مثيل فى العالم، وعبروا عن ذلك بأعمال رائعة تؤكد عمق ثقافتهم، وتأثرهم بهذه المدينة، التى استخرجت من نفوسهم العناصر المشتركة مع جذورهم الإفريقية.
إن مثل هذه التجمعات، من المهم أن تستمر فى 2018، فالبعد الإفريقى الذى ظل غائبًا، آن له أن يعود بقوة، وأن يعود بمفهوم مختلف، مفهوم المشاركة بيننا.
بالتأكيد هناك أمنيات كثيرة منها أن نخرج من دائرة التمثيل المشرف فى كأس العالم، وأن نحقق إنجازًا فى كرة القدم العالمية، ولكن يبقى الأهم أن نتكاتف جميعًا، وأن نعمل بروح الفريق الواحد فى كل المجالات.