البث المباشر الراديو 9090
أسامة سلامة
دافع الاثنان عن المسيحيين ولم يباليا بالخطر الذى قد يتعرضان له، كان يمكن أن يفقدا حياتهما من أجل إنقاذ المسيحيين، ولكنهما وهما يقومان بعملهما البطولى كانا يدافعان أيضًا عن الإسلام.

عندما اندفع المواطن البسيط صلاح الموجى وألقى بنفسه على الإرهابى الذى قتل عددًا من المسيحيين العزل، محاولاً الوصول إلى داخل الكنيسة، كان يدرك أن الإرهابى قد يصيبه بطلقات بندقيته الآلية أو ينجح فى تفجير القنبلة التى كانت بحوزته، ولكن هذه المخاوف لم تمنعه أو تجعله يتردد فى الإقدام وشل حركة الإرهابى، ما أنقذ العديد من أرواح المسيحيين وأفراد الشرطة.

ولا يقل بطولة عن الموجى ما قام به الشيخ طه رفعت، إمام المسجد القريب من الكنيسة، عندما وجه نداء لأهالى المنطقة من ميكرفون المسجد يطلب فيه منهم نجدة إخوتهم المسيحيين من الاعتداء عليهم وعلى الكنيسة، متجاهلاً أنه من الممكن أن يتتبعه الإرهابى أو أحد من أتباعه ويقتله فى المسجد، خصوصًا وأنه لم يكن يعرف عدد المهاجمين للكنيسة ولا مدى تسليحهم، ولكن هذه الاحتمالات لم تجعله يتردد فى القيام بواجبه الوطنى والإنسانى.

الاثنان كانا يدركان أن الإرهابى يترصد المسيحيين، ولو تواريا عن الأنظار وابتعدا لما لامهما أحدًا، ولكنهما تشبعا بحب الوطن وتعاليم الدين الحنيف، وكان ما فعلاه أبلغ دفاع عنه الإسلام دون قصد أو افتعال.

لا شك أن المسيحيين البسطاء والأطفال الذين روعوا بفقد آبائهم وأمهاتهم فى الحادث الأخير أو ما سبقه من اعتداءات على الكنائس رأوا أمامهم صورتين متناقضتين، الأولى مسلم يقتل المسيحيين، والثانية مسلم يحمى الكنيسة، وهو ما يثير داخلهم تساؤلات، أيهما الإسلام الصحيح ويعبر عن تعاليمه؟

المؤكد أن الإجابة ستأتى لصالح الشيخ والمواطن البسيط، ما قام به الاثنان أبلغ من أى كلام يقوله المشايخ على شاشات الفضائيات عن سماحة الإسلام، وأنه ضد العنف والقتل، فقد فعلاه بالفطرة السوية التى تملك حسًا وطنيًا وإنسانيًا خالصًا وراقيًا.

الاثنان لم يتشوها نفسيًا بأفكار المتطرفين والسلفيين الذين يدعون زورا أن دم المسلم أغلى وأزكى من دم المسيحى، وأن تهنئة المسيحيين بأعيادهم حرام، وأنه لا يجوز بناء الكنائس فى أرض الإسلام أو ما شابه من فتاوى يلصقونها بالإسلام وهو منها برىء، بساطة الاثنان فى كلامهما على شاشة الفضائيات وصدقهما فى التعبير عن مشاعر الود والصداقة تجاه جيرانهما المسيحيين وضرورة الدفاع عن الكنيسة وحمايتها وصل إلى القلوب، وحمى الإسلام من التشويه، وأعطى جرعة أمل فى قرب الانتصار على الإرهاب.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز