
أحمد الطاهرى
وبالمشاركة الرئاسية الثالثة على التوالى فى قداس عيد الميلاد المجيد.. أسس الرئيس عبد الفتاح السيسى عرفًا وطنيًا وإنسانيًا فى التعايش بين أبناء الوطن الواحد، وأنه بحق رئيسًا لكل المصريين قولًا وفعلًا.
ملخص مشهد الأمس فى كاتدرائية ميلاد المسيح، أن السيسى إذا وعد أوفى.. تلك الكاتدرائية المهيبة، التى تحضنها العاصمة الإدارية الجديدة هذا المشروع القومى، الذى صممت الدولة على المضى فيه قدمًا رغم كل التحديات، التى لاتنتهى والتشكيك، الذى لايرحم ولكنه ينكسر أمام إرادة من فولاذ، بنقل مصر إلى الحداثة الكاملة والتحديث الشامل.. لأن الإدارة السياسية الراهنة لا تنظر تحت أقدامها، ولكنها تمتلك مشروعًا وطنيًا أؤتمنت عليه، عندما خرج الملايين إلى الشوارع فى كل شبر على أرض مصر، ليحكموا قبضتهم على التاريخ.. ويستجوبوه ويعدلوا مساره فى ملحمة شعبية فريدة نختصرها بمصطلح "ثورة 30 يونيو".
وأعود إلى مشهد الأمس، وأتوقف أمام كلمة الرئيس، ويستوقفنى وعده ووعيده "إحنا واحد.. محدش يقدر يقسمنا" كانت رسالة واضحة عابرة للحدود، ولكل أدوات الشر المستخدمه داخل الحدود.. واستقوفتنى ابتسامة ملفته من السفير سامح شكرى وزير الخارجية، وهو يقدم التحية مع المصفقين لوعد الرئيس ووعيده.
لأهل الدبلوماسية والسياسة أدوات يدركها نظرائهم، تستخدم فى التعبير سواء بالكلمة أو بالحركة، وهو مايعرف بلغة الجسد وأحيانا بالملابس ورابطات العنق، وأذكر أن مادلين أولبرايت كانت تستخدم الإكسوارات ممثلة فى بعض الدبابيس فى التعبير عن رسائلها وكتبت عن ذلك فى مذكراتها.
وتقديرى أن الوزير شكرى أراد بابتسامته أن الرسالة الرئاسية مصحوبة بعلم الوصول.. التوقف أمام رد فعل وزير الخارجية ينبع من تركيبة هذا الدبلوماسى الحازم على مدار تدرجه فى العمل الدبلوماسى فهو نادر الإبتسامة ويحرص على الاحتفاظ بوجه ومظهر يتسم بأكبر قدر من الثبات المنضبط.
وما بين رسالة الرئيس السيسى ورد فعل وزير الخارجية نتوقف حول المعنى الواضح لهذه الرسالة، وهى أن من يريد الشر لمصر لا يتوقف عن مراده، وأن استهداف النسيج الوطنى الأصيل بين أقباط مصر المسلمين والمسيحين يظل فى قلب لوحة التنشين لمخططات الإضرار بهذا الوطن العظيم وهذا الشعب الأصيل.. وفى القلب من كل ذلك حضر إلى ذهنى كلمات رئيس الجمهورية، عندما اجتمع مع أبناء الجالية المصرية فى واشنطن مطلع أبريل الماضى إذ لفت الانتباه الى مسألة إعادة بناء الشخصية المصرية، وإعلاء قيمة التسامح بعد سنوات جرى خلالها الكثير مما أدخل الشخصية المصرية فى ارتباك وتشويش مس جوهرها.. حينها وكان لى شرف الحضور ضرب الرئيس مثلا بحرصه على التواجد سنويا فى الكاتدرائية للتهنئة بالعيد، وأن فلسفة هذا الأمر ليس مجرد مجاملة، ولكن تغيير فكر مجتمع بأكمله.. وقد فعلها الرئيس والتغيير الفكرى الشامل والمأمول سيحدث، كلها مسألة وقت.
