البث المباشر الراديو 9090
محمود بسيونى
يحلو لبعض متحذلقى السياسة وأجهزة الإعلام الغربية أن يرددوا عبارة أول رئيس مدنى حين يأتى ذكر الرئيس الإخوانى الخائن بحكم قضائى نهائى محمد مرسى، ويردد أن فترة حكمه كانت فترة حكم المدنيين.

ثم يرجع استحسانه لفكرة المدنيين إلى أنهم لا يميلون للمغامرات العسكرية، مصورًا العسكريين على أنهم أشخاص يقبضون على بنادقهم ويضغطون على الزناد عند أول خلاف معهم.

والحقيقة أن الأعوام من 2011 وحتى الآن أثبتت أن الإخوان "المدنيين" كانوا الأكثر ضغطًا على الزناد، من ليبيا وسوريا إلى العراق واليمن كان أفراد الجماعة الإرهابية هم الأكثر انخراطا فى تنظيمات مسلحة تقتل مواطنيهم بدم بارد، حتى الاجتماع السرى العلنى الذى عقده الرئيس الخائن مع أركان حكمه لمناقشة قضية سد النهضة الإثيوبى، كان الجميع يتحدث عن حل عسكرى، يورط مصر وجيشها فى صراع دموى مع إثيوبيا، من يراجع تلك الفترة بروية يكتشف أن تسلسل الأحداث يشير إلى خطة إخوانية محكمة لإرهاق الجيش المصرى فى قتال ضارى مع عناصرها فى سيناء ثم جره لحرب فى سوريا وإثيوبيا حتى تتمكن الجماعة من السيطرة التامة على الداخل والتخلص من الجيش المصرى، وعقيدته القتالية الحامية للدولة المصرية عبر العصور.

خطة إشغال الجيش المصرى ومن ثم تدميره تلخص كل تحركات الإخوان، ومن يتابع إعلامهم يجد نفسه أمام أكبر حملة تشويه لجيش وطنى فى التاريخ، لم يكن الشعب المصرى بعيدًا فى أى لحظة عن ما يحدث كان يتابع ويترقب، وكان قرار خروجه فى 30 يونيو صائبا، واختياره للمشير عبد الفتاح السيسى لقيادة البلاد موفقا.

لم يلتفت المصريون لمحاولات الخبثاء الذين حاولوا الوقيعة بينهم وبين المؤسسة العسكرية، واختاروا ابن القوات المسلحة البار، حملوه الأمانة ووثقوا فيه وساروا خلفه فى رحلة استعادة مصر.

تحرك الشعب المصرى بمخزونه الحضارى الهائل، بسهولة فرز الغث من الثمين، والرئيس السيسى كان يُدرك ذلك جيدًا، وكان رهانه منذ اليوم الأول لظهوره على مسرح السياسة المصرية على الوعى والمخزون الحضارى للمصريين، وحدة المصريين هى ذخيرة القتال فى معركة انقاذ الوطن التى خاضها بشجاعة ونبل وشرف.

رغم خلفيته العسكرية قرر خوض معركة الدفاع عن سيناء بطريقه الجراح الذى يستأصل الورم من القلب، مبضعه يمر ببطء ودقه تحسبا لإيذاء من ليس له ذنب، نفس الأمر فى ليبيا حينما قرر توجيه ضربات متقنه ذكية تثأر لدماء أبناء الوطن فيها من الدروس ما هو أكبر من تحقيق الهدف، وعلى رأسها أن القوات المسلحة تدافع عن كل المصريين دون النظر لديانتهم.

فى أزمة سهد النهضة ورغم ما تحمله من تهديدات خطيرة، ودخول أطراف شريرة عسكرت المشهد، كان الرئيس واضحًا وقال لن نحارب أشقائنا فى السودان وإثيوبيا، ليوقف التصعيد ويحبط مخطط الأشغال المتجدد بمعارك فى الجنوب، ويحافظ على العلاقات والأواصر المشتركة بين مصر ودول حوض النيل، ثم تتحرك مصر للقيام بمشروعات تنمية في اثيوبيا رغم الخلاف حول السد، ترجمة عملية لحديث الرئيس عن إدارة مصر لعلاقاتها الخارجية بمعايير شريفة لا تعرف الخداع أو التآمر، إصرار مصرى قوى على إدارة سياسة شريفة فى زمن عز فيه الشرف.

خلال إنقاذ الوطن تم تشخيص المرض وبدأ العلاج بإجراءات الإصلاح الاقتصادى، وكان التكليف الدائم للرئيس مع الحكومة هو الاهتمام بالمواطن وتقديم خدمات تليق بالمواطن المصرى، زادت الأحوزة العمرانية وترابطت بشبكة طرق حديثة ترافقها شبكات نقل الكهرباء والمياه والصرف الصحى، عملية تحديث شامل غير مسبوقة لكل مناحى الحياة داخل مصر، ولأول مرة يصبح لمصر قاعدة انطلاق صلبة وقوية لجذب استثمارات جادة وحقيقة من كل أنحاء العالم.

كان وعد الفريق أول عبد الفتاح السيسى للمصريين فى إبريل 2013، أن تكون "مصرأم الدنيا وتبقى قد الدنيا"، تحققت بعض الأحلام على الطريق فى مدى زمنى قصير، نفذت الدولة 11 ألف مشروع، بدأ إنشاء محطة الضبعة النووية، تصدير الغاز بعد الاكتفاء الذاتى، توقفت مراكب الموت عن الخروج، احتياطى نقدى أجبر مؤسسات تقييم الإقتصاد على رفع التصنيف المصرى، أصبح لدينا تجربة رائدة فى علاج المصريين من فيروس وهناك 8 دول تطبق التجربة المصرية، مكافحة حاسمة للفساد لا تعرف الخطوط الحمراء.

أصبحت مصر تمتلك تجربة خاصة فى الإصلاح الشامل للدولة، قابله بعد انتهائها للتصدير للعالم، نفذتها بعقول أبنائها، تحدت التحدى، وعبرت نحو الاتزان والاستقرار رغم كل العقبات، وكانت كلمة السر فى قبضة يد الرئيس المضمومة.. إنها شفرة الوحدة.. وحدة المصريين.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز